تتوسط منطقة الباحة جنوب غرب المملكة، متربعة على قمم جبال الحجاز كجوهرة طبيعية وثقافية؛ حيث تمزج بين الجمال الأخّاذ والتاريخ العريق، وتُعرف الباحة بلقب “أرض الضباب”، وتشهد نهضة تنموية متسارعة في تطوير شبكة طرق حديثة تربط بين معالمها السياحية والتراثية، ضمن رؤية طموح تعزز مكانتها كوجهة مفضلة للسياحة البيئية والثقافية.
وتُصنّف الباحة كأحد أبرز مصايف المملكة والخليج، لما تتمتع به من مناخ معتدل وغابات كثيفة، أبرزها غابة رغدان التي يصل عمرها إلى ثلاثة آلاف عام وترتفع 1700 م فوق سطح البحر، وتحتوي على أنواع نادرة من الأشجار مثل الصنوبر والطلح والزيتون، والسلم، واللوز، وتتميز بتضاريسها المتنوعة التي تمتد من جبال شاهقة إلى سهول تهامة، ويتراوح ارتفاع المنطقة بين 1,500 و2,500 متر، مما يمنحها طقسًا باردًا إلى معتدل في الشتاء مع أمطار غزيرة وضباب وثلوج خفيفة، فيما تتراوح درجات الحرارة صيفًا بين 17 و25 درجة مئوية، مترافقة مع أمطار متفرقة على مدار العام. وفق “أخبار 24”.
ويزخر تراث وأصالة المنطقة بمواقع أثرية تعود للعصر الحجري وقرى تراثية موقع “الهريتة”، جبل النير غرب المخواة، جبال عيسان، وخرائب معشوقة التي تحتوي على أطلال 20 قرية، إضافة إلى قرية “ذي عين” التي تأسست في القرن السادس عشر الميلادي وتُعرف بإنتاج الموز والليمون والرياحين.
وتُصنّف المنطقة ضمن المناطق المستدامة بيئيًا وفق مؤشرات الأمم المتحدة، بفضل تحقيقها لمعايير عالية في جودة الحياة والحفاظ على البيئة.
وتتميّز منطقة الباحة بثرائها الزراعي اللافت؛ إذ تُعد من أبرز مناطق المملكة في إنتاج المحاصيل بفضل تربتها الخصبة ووفرة مياهها الجوفية وتحتضن ما يقارب 700 ألف شجرة رمان يصل إنتاجها السنوي إلى 30 ألف طن، إلى جانب 50 ألف شجرة عنب، و50 ألف شجرة لوز، و10 آلاف شجرة مشمش، و30 ألف شجرة حماط.
وتضم مزارع قرية “ذي عين” أكثر من 20 ألف شجرة موز ممتدة على مساحة تبلغ 71 ألف متر مربع، وتنتج المنطقة فواكه متنوعة مثل: الخوخ، الزيتون، التفاح، الكمثرى، البخارة، الحبحب، التين، والمانجو، وتُزرع أيضًا محاصيل بعلية متنوعة، منها الحنطة، الشعير، والذرن في مناطق السراة، والدخن والسمسم في سهول تهامة.
وتتميّز منطقة الباحة بتراث ثقافي غني يتجسّد في الفنون الأدائية الشعبية، مثل “اللعب”، “المسحباني”، “السامر”، و”القاف”، إضافة إلى “طَرْق الجبل”، “الهرموج”، “الزار”، و”اللبيني”، مع بروز “العرضة” كأبرز الفنون المتوارثة في المنطقة.
ويدعم هذا التنوع شبكة طرق حديثة تمتد لأكثر من 1,570 كم، تربط بين أبرز الوجهات والمواقع السياحية، منها طريق الباحة/بني سعد (64 كم)، طريق الطائف/الباحة (223 كم)، طريق المخواة/المظيلف (60 كم)، وطريق الباحة/الرياض/الرين/بيشة (170 كم)، إلى جانب مجموعة من الطرق السياحية مثل طريق المندق (40 كم) المؤدي إلى غابة رغدان ومتنزه الحسام، وطريق الباحة/أبها (39 كم) المؤدي إلى متنزه بلجرشي، وطريق عقبة الباحة (45 كم) المؤدي إلى قرية ذي عين، والطريق الدائري (44 كم).
وتشرف الهيئة العامة للطرق على صيانة هذه الشبكة بما يحقق أعلى معايير السلامة والجودة؛ إذ تم تنفيذ أعمال متعددة شملت كشط وإعادة سفلتة لأكثر من 16 كيلومترًا، وتركيب حواجز معدنية، ولوحات إرشادية وتحذيرية، إلى جانب تنفيذ 600 متر مربع من الدهانات الأرضية، وتركيب العواكس الأرضية والتنبيهات الاهتزازية، بما يواكب النمو السياحي ويضمن انسيابية الحركة المرورية في مختلف أنحاء المنطقة.