يُعد متحف مدينة الطيبات العالميّة للعلوم والمعرفة أحد أبرز المعالم الثقافية الخاصة في مدينة جدة، وواجهة حضارية تُجسد عمق التاريخ السعودي وتنوع حضاراته، بما يقدمه من محتوى علمي وبصري يعكس هوية المكان، ويعزز الوعي بالتراث الإنساني.
ويقع المتحف في حي الفيصلية على مساحة 10 آلاف متر مربع، ويتألف من 12 مبنى تراثيًا، تشمل أكثر من 365 قاعة عرض، على عدد أيام السنة، وتحتضن مقتنيات فريدة تتنوع بين التراث المحلي والآثار العالمية التي تمثل مختلف الحضارات، موزعة على أربعة طوابق بتصميم معماري مستوحى من طراز بيوت جدة القديمة.
وتأسس المتحف عام 1989م، على يد الشيخ عبدالرؤوف خليل، الذي كرّس أكثر من 45 عامًا من حياته في جمع وتوثيق القطع الأثرية والمعرفية، وافتُتح للزوار عام 1999م؛ ليكون بمثابة منصة تعليمية ومتحفية تستعرض مراحل تطور الحضارات الإنسانية، وبمثابة مركز معرفي يحفظ التراث السعودي ويدعم الأجيال القادمة في فهم ماضيها. وفق “أخبار 24”.
ويضم المتحف جناح الملك عبدالعزيز الذي يقدم عرضًا شاملًا لتاريخ المملكة ورحلة توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، من خلال جداريات وصور ووثائق تاريخية توثق إنجازاته منذ استعادة الرياض عام 1902م وحتى إعلان التوحيد عام 1932م.
ويستعرض الجناح زيارات المؤسس الخارجية، ولقاءاته مع شخصيات عالمية، إضافة إلى خرائط مراحل التوحيد وصور ملوك المملكة وأبرز إنجازاتهم، ويُخصص قسمًا لسيرة الملوك حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- مستعرضًا مشاريع التنمية والبناء التي أسهمت في نهضة الوطن.
ويحتوي المتحف على معروضات تمثل حضارات آشور وبابل ومصر القديمة والعصور الرومانية، إلى جانب جناح مخصص للحضارة الإسلامية، يضم قطع فنية من النحاس والخزف والزجاج، وقاعات لكسوة الكعبة والخطوط الأولى للقرآن الكريم، تعود أقدمها للعصر العباسي والقرن الثاني الهجري.
كما يضم نماذج معمارية تعكس تراث المملكة ومناطقها، من الجنوب إلى الشمال، بما في ذلك قاعات تمثل الحياة في “جدة من زمان”، والمدينة المنورة، والمجالس التقليدية في منطقة الباحة.
ويحتضن المتحف جناحًا مخصصًا للإعجاز العلمي في القرآن الكريم، إضافة إلى مكتبة معرفية تحتوي على أكثر من 200 ألف كتاب ومرجع، وفضاءات عرض تغطي أكثر من 2000 متر مربع، مدعومة بمحتوى بصري ومجسمات تعليمية ولوحات معرفية تجاوزت 120 ألف معلومة تاريخية.
ويمثل متحف مدينة الطيبات وجهة رئيسة للزوار والوفود التعليمية والبحثية، حيث ينظّم دورات وندوات وفعاليات ثقافية تُسهم في تعزيز الهوية الوطنية، ويُسهم من خلال شراكاته مع المؤسسات التعليمية والإعلامية في ترسيخ الثقافة المتحفية جزءًا من المشهد الحضاري في المملكة.
ويواصل المتحف رسالته بوصفه منبرًا ثقافيًا حيًا، يحفظ الذاكرة الوطنية، ويعكس التزام المملكة بدعم المتاحف الخاصة ودورها المحوري في إبراز العمق التاريخي والحضاري للمملكة، ضمن منظومة ثقافية شاملة تضع التراث في قلب الحاضر، وتفتح آفاق المستقبل.
