أكدت المملكة، ممثلة في وكيل وزارة الصناعة والثروة المعدنية للتطوير التعديني م. تركي البابطين، أنه يجري العمل على استكشاف موارد معدنية تُقدَّر بنحو 2.5 تريليون دولار من خلال برنامج المسح الجيولوجي الإقليمي، الذي يُعد من أضخم البرامج الجيوكيميائية والجيوفيزيائية في المنطقة، ويغطي أكثر من 600 ألف كيلومتر مربع من الدرع العربي.
وأضاف “البابطين”، خلال مشاركته في النسخة الثامنة من منتدى باريس للسلام 2025، الذي انعقد تحت شعار “تحالفات جديدة من أجل السلام والإنسان والكوكب”، أن تطوير قطاع المعادن عالميًّا يتطلب التعاون لا التنافس، مشددًا على التزام المملكة الراسخ بالتوريد المسؤول للمعادن وتعزيز الحوكمة المستدامة للموارد الطبيعية.
وأوضح أن نجاح التحول في الطاقة يعتمد على تنسيق الجهود الدولية لضمان الاستقرار وتجنب التجزئة في سلاسل الإمداد، مؤكدًا أن العالم لا يواجه نقصًا في المعادن فحسب، بل يواجه أيضًا نقصًا في التنسيق.
ورأى أن تحقيق أمن الطاقة العالمي يستدعي بناء ميثاق جديد للتعاون يربط بين الشفافية والتمويل والتقنية في إطار من المسؤولية المشتركة، موضحًا أن التحول الكبير الذي يشهده قطاع التعدين في المملكة ضمن رؤية 2030 يقوم على مبدأ الموازنة بين التنويع الاقتصادي والمسؤولية البيئية والاجتماعية.
ونوه بما طرحته المملكة من مناطق تتجاوز مساحتها 33 ألف كيلومتر مربع للاستكشاف عبر المنافسة، على أن تصل إلى 50 ألف كيلومتر مربع خلال الفترة المتبقية من عام 2025، في إطار جهودها لفتح آفاق جديدة أمام الاستثمارات التعدينية، لافتًا إلى أن هذا التحول النوعي يستند إلى نظام استثمار تعديني محدث يضمن الالتزام بمعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية.
وذكر أن الإنفاق على أعمال الاستكشاف ارتفع من 133.5 مليون دولار في عام 2023 إلى 280.5 مليون دولار في عام 2024، فيما تضاعف عدد الشركات العاملة في مجال التعدين من 6 شركات فقط في عام 2020 إلى أكثر من 226 شركة في عام 2024، ويعكس ذلك النمو المتسارع في القطاع وارتفاع ثقة المستثمرين العالميين في بيئة التعدين السعودية.
وفي هذا الصدد، أوضح أن النهج الذي تتبناه المملكة يُلزم المستثمرين بالمشاركة المجتمعية وإعادة تأهيل البيئة بعد التشغيل؛ مما عزز ثقة الشركات العالمية الكبرى التي باشرت استثماراتها في المملكة مثل إيفانهوي إلكتريك و”فيدانتا” الهندية و”هانكوك بروسبكتينغ” الأسترالية و”زيجن ماينينغ” الصينية و”ديسكفري جروب” و”كويا سيلفر”. وفق “أخبار 24”.
وفي سياق متصل، تستعد المملكة لاستضافة النسخة الخامسة من مؤتمر التعدين الدولي خلال الفترة من 13 إلى 15 يناير 2026م في الرياض، تحت شعار “المعادن.. مواجهة التحديات لعصر تنمية جديد”، بمشاركة واسعة من الوزراء والرؤساء التنفيذيين لأبرز شركات التعدين العالمية مثل BHP و Ivanhoe Mines و Rio Tinto و Ma’aden و Zijin وBarrick Gold.
وحول ذلك، استعرض “البابطين” الدور المحوري الذي تضطلع به المملكة من خلال مؤتمر التعدين الدولي، الذي يُعقد سنويًّا في الرياض، وهو منصة عالمية لتعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات في قطاع المعادن، موضحًا أن المؤتمر يجمع أكثر من 90 مسؤولًا حكوميًّا رفيع المستوى من أفريقيا وآسيا وأوروبا والأمريكتين لتنسيق الجهود نحو تطوير سلاسل إمداد مسؤولة ومستدامة.
