العُلا تفتح صفحات التاريخ في مهرجان الممالك القديمة

يعود مهرجان الممالك القديمة، الاحتفال الثقافي والتاريخي الأبرز ضمن تقويم لحظات العُلا لهذا العام، في نسخته الجديدة التي تنطلق في الفترة من 20 نوفمبر إلى 6 ديسمبر 2025، ليأخذ الزوار في رحلة استثنائية تمتد عبر 200 ألف عام من تاريخ البشرية.

وتتحول العُلا تحت شعار “رحلة عبر الزمن”، إلى متحف حيّ يجسد التاريخ، حيث تلتقي الأنشطة التراثية والعروض الثقافية وعناصر الإبداع لإحياء قصص الحضارات القديمة، وتقديم تجارب متكاملة تمتد من الاكتشافات النهارية إلى الانغماس في الأجواء الليلية الساحرة.

ويستحضر المهرجان عبق التاريخ بإعادة سرد حكايات طرق التجارة القديمة، التي جعلت من هذه الواحة نقطة التقاء حضارية على طريق البخور الذي ربط العالم القديم ببعضه فيما يخوض الزوّار تجربة متعددة الأبعاد، تمتزج فيها روائح الأسواق القديمة بنكهات المأكولات التقليدية، لتوقظ الحواس وتُعيد وصل الحاضر بجذور الماضي العريق.

ويرتكز المهرجان في جوهره على أهالي العُلا من الرواة والحرفيين والمؤرخين، الذين يجسّدون روح المكان بقصصهم وأصواتهم وحرفهم، ليتقاسموا مع العالم إرث أسلافهم، داعين الجميع إلى إعادة اكتشاف هذه الوجهة الفريدة.وفق “أخبار 24”.

ومن أبرز فعاليات هذا العام تعود تجربة “مساء الحِجر” الحائزة على عدة جوائز، خلال الفترة من 20 نوفمبر حتى 14 فبراير، لتأخذ الزوار في تجربة غنية تحت نجوم العُلا المتلألئة في أول مواقع التراث العالمي لليونسكو بالمملكة بينما ستُقدم تجربة “مسرح الحياة”، التي تمزج بين الضوء والصوت والرائحة والمذاق، ملامح الحضارة النبطية كما لم تُرَ من قبل.

تقدّم تجربة “مسار المشي بين معالم الحِجر الجيولوجية” رحلة عبر ملايين السنين

وستتألق سماء العُلا في الفترة من 20 إلى 29 نوفمبر، بعرضٍ مبهر “قصص من السماء – عرض طائرات الدرون”، أحد العروض الحائزة على جوائز حيث تُضاء المواقع الأثرية بإسقاطات ضوئية مدهشة وتصاميم جوية متناغمة، تُعيد إحياء أساطير الحِجر في عرض بصري يأسر الأنفاس.

كما تعود سلسلة “الحفلات الكلاسيكية في الحِجر على ضوء الشموع” الشهيرة، لتنسج من جديد تجربة فنية تجمع بين روح الموسيقى وعبق التراث في أجواء لا تُنسى. في 20 نوفمبر، يطلّ الملحن الياباني يوشيكي إلى جانب عازف البوق المبدع إبراهيم معلوف، المرشح لجائزة غرامي، ليقدّم كلٌّ منهما عرضاً منفصلاً في أحضان الحِجر المضيئة بسكونها الآسر. في الليلة التالية، 21 نوفمبر، يعتلي المسرح جون باتيست الفائز بجائزة غرامي والمغنية ماريلين نعمان في عرضين منفصلين، يقدّم كلٌّ منهما رؤيته الفنية الخاصة ولمسته الإبداعية المميزة.

وسيحظى الزوار بفرصة استكشاف المناظر الطبيعية القديمة التي شكّلت مملكة الأنباط المهيبة، من خلال تجارب منوعة تجمع بين الاستكشاف والمغامرة والتعليم. فلعشّاق الطبيعة والمغامرة، تقدّم تجربة “مسار المشي بين معالم الحِجر الجيولوجية” رحلة عبر ملايين السنين من تاريخ الأرض، لاكتشاف تكوينات صخرية مذهلة ونقاط مراقبة آسرة تكشف جمال العُلا من منظورٍ مختلف. أما “جولة الأطفال في الحِجر”، فهي مغامرة تعليمية تفاعلية للمستكشفين الصغار وعائلاتهم، حيث يُعاد إحياء التاريخ بأسلوب قصصي شيّق يثري خيالهم ويزيد ارتباطهم بجذور هذا المكان العريق.

وسيقدّم المهرجان باقةً متنوعة من التجارب الممتعة التي تمتد إلى مواقع أخرى من العُلا الغنية بتاريخها. حيث يمكن للزوار خوض تجارب استكشاف ليلية في موقع جبل عكمة المُدرج في سجل “ذاكرة العالم” لليونسكو، حيث تتجلى النقوش والرموز القديمة في أجواء تنبض بالأصالة والغموض. 

وستنبض البلدة القديمة بالحياة عبر مجموعة من الأنشطة التفاعلية، أبرزها الكشف عن تجربة “أصداء من الماضي – بيت الهروب في البلدة القديمة”، المستوحاة من الفولكلور المحلي، والتي تمزج بين المغامرة والسرد التاريخي بأسلوب مشوّق. تعود كذلك تجربة “طريق البخور” الحائزة مؤخراً على جائزة أفضل فئة للفنون والثقافة ضمن جوائز الفعاليات السعودية، لتأخذ الزوار في رحلة حسّية مستوحاة من قصص التجارة القديمة وعراقة التراث المحلي، وتتضمن ورشة عمل تفاعلية لصناعة البخور وتجربة عبقه الأصيل.

وأصبحت تذاكر مهرجان الممالك القديمة 2025 متوفرة الآن، ويُنصح بالحجز المبكر نظرًا لمحدودية المقاعد في عدد من التجارب والعروض المميزة، لضمان حضور أبرز الفعاليات وأكثرها إثارة خلال الموسم.