جذب طبق “الخبزة المقناة” انتباه زوّار فعاليات مهرجان الأطاولة الثامن، بمنطقة الباحة خلال موسم الصيف، كأحد أبرز الأكلات الشعبية التي تحمل عبق التراث ونكهة الماضي، حيث تتفنن الأسر المنتجة والحرفيون في تقديمها داخل الأسواق الشعبية والمهرجانات التراثية، وسط تفاعل كبير من الأهالي والمصطافين.
وتتميّز “الخبزة المقناة” بمذاقها الفريد وطريقتها التقليدية في الإعداد، ما جعلها طبقًا رئيسيًا للمنطقة ضمن مشروع هيئة فنون الطهي لتسمية الأطباق الرسمية لمناطق المملكة، تأكيدًا على قيمتها الثقافية والمجتمعية.
وتوافد الزوار إلى ركن “الخبزة المقناة” لمشاهدة مراحل إعدادها الحيّة، والاستمتاع بتناولها طازجة، في تجربة تفاعلية تستحضر نكهة الطفولة ودفء المجالس القروية. وفق “أخبار 24”.
وأوضح صانع الخبزة التراثية أحمد الشيوخ أن إعدادها يتم باستخدام دقيق القمح الخالص، ويُعجن بالماء حتى تتكوّن عجينة متماسكة، تُبسط على صخرة ملساء وتُغطى بـ “المشهف” المصنوع من الفخار أو الحديد، ثم تُغمر بالرماد والجمر وتُوقد عليها نار خفيفة حتى تنضج، ما يمنحها نكهة مدخّنة وقوامًا هشًا، وتُقدّم غالبًا مع السمن والعسل أو اللبن.
وتُجسّد “الخبزة المقناة” جانبًا من التراث الغذائي في منطقة الباحة، حيث كانت تُقدَّم في المناسبات والمجالس القروية تعبيرًا عن الكرم والضيافة، وتُبرز مهارة النساء في إعداد الطعام بأدوات بسيطة مرتبطة بالبيئة المحلية ويأتي الاهتمام بإحيائها اليوم ضمن مبادرات المنطقة لدعم الأسر المنتجة والحرفيين، وصون التراث الشعبي، وتعزيز السياحة الثقافية، بما يسهم في توثيق الموروث وتقديمه للأجيال القادمة بأسلوب يحافظ على أصالته.
يُذكر أن الأكلات الشعبية في منطقة الباحة تعتمد في الغالب على المحاصيل الزراعية كون المنطقة من المناطق الزراعية الخصبة وذلك بواسطة مدرجاتها الزراعية ومصاطبها الخضراء التي تعد بمثابة سلة الغذاء والمصدر الأساسي لأهالي المنطقة .