استقبل ميناء نيوم الدفعة الأولى من الرافعات المؤتمتة بالكامل، التي يتم التحكم بها عن بُعد، والمخصصة لنقل الحاويات والبضائع من السفن إلى الرصيف، مما عزز جاهزيته للتجارة الذكية.
وتُعد هذه المعدات الأولى من نوعها في المملكة، ومن شأنها رفع كفاءة الميناء وتعزيز مكانته كمركز عالمي للتجارة الذكية والمستدامة.
وقالت مديرة العمليات بميناء نيوم ميليسا بليك، إن وصول هذه الحاويات يمثل بداية فصل جديد لمحطة الحاويات الأولى التي ستكون ذاتية التشغيل بالكامل، حيث أصبح بإمكاننا استقبال السفن التجارية الكبرى بما سيضمن توفير خيارات أوسع لعملائنا. وفق “أخبار 24”.
وتتزامن هذه الخطوة مع تسارع أعمال التطوير في ميناء نيوم، استعداداً لافتتاح محطة الحاويات المتطورة رقم (1) في عام 2026، والتي ستطبق نظام نقل أفقي مؤتمت، باعتباره جزءاً من خطة الميناء لتحقيق الأتمتة الكاملة. ومع بدء تشغيل التقنيات الجديدة، ستتضاعف الطاقة اللوجستية للميناء، بما يدعم النمو الصناعي في المنطقة، ويوسّع الوصول إلى الأسواق العالمية، فضلاً عن تعزيز مرونة وكفاءة سلاسل الإمداد، وفتح آفاق أعمال جديدة.
وقد اكتملت حتى الآن أعمال إنشاء رصيف بطول 900 متر، وتعميق قناة الميناء إلى 18.5 متراً، ما يتيح استقبال أكبر السفن العابرة لقناة السويس للرسو في الميناء، الذي يتميز بموقع استراتيجي على البحر الأحمر، أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاماً في العالم، والذي يمثل بوابةً حيويةً على طريق التجارة بين الشرق والغرب.
بهذه المناسبة، عدّت المدير العام لميناء نيوم، شون كيلي، وصول الرافعات الآلية خطوة محورية لبناء ميناء متقدم ومهيأ للمستقبل، موضحةً أن دور الميناء لن يقتصر على المساهمة في تسريع وتيرة النمو الصناعي في شمال غربي المملكة فقط، بل سيرسّخ أيضا موقعه بوابة تجارية رئيسية للمملكة والمنطقة، واضعاً معايير جديدة للأداء والكفاءة والابتكار.
من جهته، قال مدير إدارة المعدات والتسليم بالميناء، ميتش هوكينز، إنه تم تجميع وتصنيع وتجهيز هذه الحاويات بالكامل في الصين قبل أن تقطع أكثر من 7 آلاف ميل بحري لتصل إلى ميناء نيوم، مبيناً أنه سيتم تشغيل الرافعات بطريقة مؤتمتة بالكامل عبر التحكم بها عن بُعد من غرفة التحكم المركزية.
وأضاف هوكينز أن غرفة التحكم يشرف عليها فريق من النساء السعوديات المتخصصات في الإنتاج، لافتاً إلى أن هؤلاء السيدات يصنعن التاريخ، حيث إنهن أول سيدات يتولين عملا من هذا النوع في المملكة، وهي خطوة تحول بارزة ضمن مسيرة تمكين المرأة في المملكة.