في وسط البلدة القديمة بمحافظة العُلا، حيث تحتفظ البيوت الطينية بذاكرة المكان وتفاصيل الحياة الأولى، قدّمت البندري بنت إبراهيم، مشروعًا ثقافيًا يعكس إبداع فتيات المحافظة في تحويل الموروث الثقافي إلى ممارسة حيّة تُخاطب الزائر وتُجسّد هوية المجتمع المحلي.
واختيرت البلدة القديمة مسرحًا طبيعيًا لتقديم فكرة المشروع التي تستهدف الاستفادة من التراث بشقّيه المادي وغير المادي، بوصفه ركيزة للهوية الثقافية، خاصة أنه يُقام وسط البيوت التاريخية، في مشهد يعكس أصالة المكان وارتباطه العميق بأساليب العيش التي توارثها الأهالي جيلًا بعد جيل.
ويسهم المشروع في توثيق الممارسات التراثية، وربط التراث غير المادي بنظيره المادي في صورة متكاملة، تُبرز الثراء الحضاري للعُلا، وتعكس حضور الإنسان بوصفه عنصرًا محوريًا في صناعة المكان، وتحويل الإرث الثقافي إلى قيمة معرفية وسياحية مستدامة. وفق “أخبار 24”.
وحرصت الفتاة على إشراك الأهالي في تقديم هذا الموروث، كونهم جزءًا من الحراك السياحي بما يعزز حضورهم، ويتيح لهم الاستفادة الاقتصادية من خلال توظيف معارفهم التقليدية ومهاراتهم المتوارثة، والموروث الذي تناقلوه عن الآباء والأجداد، بما في ذلك الملبوسات التقليدية، والتحف، والحِرف اليدوية وطرائق صناعتها.
ويستعرض المشروع أساليب ممارسة الأعمال الزراعية، وتقديمها للزوّار بأسلوب يُبرز أصالتها، ويستقطب اهتمام القادمين إلى العُلا من داخل المملكة وخارجها، وتُمكّن هذه الأنشطة الزائر من ارتداء اللباس التقليدي والتقاط الصور، والمشاركة في صناعة قطعة أو هدية خاصة به عبر التعرّف على خطواتها، والاطلاع بشكل تفصيلي على الموروث المحلي، ليغادر المكان وقد عاش تجربة سياحية متكاملة، تواكب النمو السياحي وتحفظ القيمة الثقافية للمكان.
ويتخذ المشروع من كلمة “هيّكو”، وهي كلمة متداولة في اللهجة المحلية تعني “هيا بنا”، دلالة رمزية تدعو الزائر إلى الانخراط في تفاصيل المكان، والتعرّف على ممارساته الثقافية، واستكشاف حكاياته المرتبطة بذاكرة العُلا وتاريخها الاجتماعي.
