وصف الفرنسي هيرفي رينارد، مدرب المنتخب السعودي، مباراتهم أمام العراق بأنها “أهم مباراة في حياته”. وما قال الثعلب الفرنسي ذلك؛ إلا لأنه يعلم حقيقة أن لاعبيه يمتلكون المعرفة والدهاء لجعلها واحدة من أكثر المباريات الخالدة في ذاكرة الرياضة السعودية.
بالنسبة لرينارد، وللمنتخب السعودي لكرة القدم وللملايين الذين سيشاهدون المباراة بلا شك حتى وقت متأخر من ليل الثلاثاء، فإن الرهانات تبدو بالفعل مرتفعة للغاية.
وأقل المطلوب للتأهل لكأس العالم 2026، تجنب الخسارة أمام العراق في مواجهة تحمل الآمال أيضًا للمنتخب المنافس، وسط أجواء حماسية بلا شك في ملعب “الإنماء” الشاهد على أكثر المواجهات إثارة.
وفي مباريات بهذا الحجم، سينظر أي مدرب حول غرفة تبديل الملابس إلى أولئك الذين خاضوا هذه التجربة ونجحوا فيها. والمطلوبون بالنسبة له، أولئك الذين قدموا المطلوب عندما كان الأمر أكثر أهمية. وفق “أخبار 24”.
ولحسن حظ رينارد، فلن يكون هناك نقص في ذلك وهو يستعد مع منتخب السعودية لخوض المواجهة الحاسمة على صدارة المجموعة الثانية، بغرض الحصول على البطاقة المؤهلة تلقائياً إلى الحدث الكروي الكبير بعد ثمانية أشهر من الآن.
وقال رينارد للصحفيين المتجمعين في جدة قبل ما يزيد قليلاً عن 24 ساعة من موعد مصير فريقه: “أنا محظوظ لأن لدي بعض اللاعبين من ذوي الخبرة أمثال صالح الشهري، وسالم الدوسري – قائد فريقنا – والآن حسان تمبكتي يكتسب المزيد من الخبرة”.
وأضاف: “أقول لفريقي دائماً أن يظلوا مركزين. ليس الأمر سهلاً دائماً، ولكن الأهم هو عندما يستمعون، لذلك نحن نستعد لهذه المباراة بهدوء شديد. ونحن مركزون على هدفنا، وليس علينا أن نفعل أي شيء آخر: فقط التركيز علينا. وهذا هو الأهم”.
الخبرة التي يستشهد بها رينارد وفيرة ومثبتة على أعلى مستوى أيضاً. فمن بين اللاعبين الذين ذكرهم، يمتلك الدوسري والشهري وتمبكتي مجتمعين 576 ظهوراً في دوري روشن السعودي.
واللاعبون الثلاثة جميعهم أبطال سعوديون، فحقق الدوسري ستة ألقاب في دوري روشن السعودي مع الهلال ولتمبكتي لقب واحد، بينما يحتوي سجل الشهري على خمسة ألقاب. منها بطولة الموسم الماضي مع الاتحاد.
بالإضافة إلى ذلك، رفع كل من الشهري والدوسري كأس دوري أبطال آسيا مرتين. وفاز الأخير بلقب أفضل لاعب آسيوي 2022 وكان هداف النسخة الافتتاحية من دوري أبطال آسيا للنخبة الموسم الماضي بـ 10 أهداف.
ولم يقتصر نجاح هذا الثلاثي على الحدود المحلية أو القارية، فكانوا حديث العالم في ديسمبر 2022 في ما يصح عنها القول إنها أشهر انتصارات الأخضر حتى الآن، بعد الفوز 2-1 على الأرجنتين التي فازت لاحقاً باللقب، في كأس العالم الأخيرة.
وسجل الدوسري والشهري الهدفين في تلك الأمسية التي لا تُنسى قبل ثلاث سنوات في استاد لوسيل بالدوحة، قطر. وكم يتمنى رينارد تكرار ذلك.
وبينما يحاول المنتخب السعودي حجز مكان له في ثالث نهائيات عالمية متتالية وسابع مشاركة إجمالية، ستكون هناك حاجة إلى جهد جبار آخر.
لكن الخبرة على مستوى النخبة لا تقتصر على اللاعبين الثلاثة الذين أشار إليهم رينارد يوم الاثنين. وسيجد ضمن صفوفه فراس البريكان، الذي سجل هدفين في فوز الجمعة الافتتاحي ضمن المرحلة الرابعة من التصفيات على إندونيسيا.
ولدى البريكان 53 هدفاً في 154 ظهوراً في دوري روشن السعودي، كما لعب دورًا مهمًا في مايو، في تتويج الأهلي بلقب أبطال آسيا التاريخي.
وفي مركز آخر، يمثل ناصر الدوسري نادي الهلال لمدة 10 مواسم وهو فائز بخمسة ألقاب في دوري روشن السعودي إلى جانب نجاحين في دوري أبطال آسيا.
وقبل أشهر فقط، تألق الشاب ناصر في كأس العالم للأندية الصيف الماضي. أمام منافسيه في الولايات المتحدة، ريال مدريد ومانشستر سيتي، مع الآخرين.
وزميله السابق في الهلال، الذي دخل بديلًا في الشوط الثاني في الفوز 3-2 أمام إندونيسيا، سعود عبد الحميد، جمع لقبين في دوري روشن السعودي قبل أن ينتقل في صفقة رائدة إلى روما في أغسطس من العام الماضي.
وبدأ الظهير الأيمن القوي منذ ذلك الحين ممارسة مهنته خارج السعودية، وهو الآن في الدوري الفرنسي لكرة القدم، مع لانس.
ومثله مثل سالم الدوسري والشهري وتمبكتي، كان عبد الحميد حاضراً على أرض الملعب في ديسمبر 2022، عندما صدمت السعودية الأرجنتين والعالم.
بعد مرور ما يزيد عن ثلاث أعوام عن التأهل السابق لكأس العالم، يحتاج الأخضر إلى أداء آخر في القمة.
وإذا فعلوا ذلك، فقد تصبح علامة بارزة أخرى في سجل رينارد، صاحب الإنجاز السابق في تصفيات 2022.