أكّد رئيس أرامكو السعودية م. أمين الناصر، خلال كلمته في منتدى إنيرجي إنتليجنس 2025 بالعاصمة البريطانية لندن اليوم (الاثنين)، أن الشركة تُطبّق الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع في أعمالها وبشكل مبتكر، داعياً خبراء التوقعات والمحللين إلى إعادة النظر في سيناريوهات تحوّل الطاقة.
وسلّط م. الناصر الضوء على مجموعة من التحديات التي يشهدها العالم والمرتبطة بخطط وسياسات تحوّل الطاقة لتكون مستدامة ومتاحة بأسعار معقولة وبشكل مستقر، مؤكدًا أن النفط والغاز بمثابة العمود الفقري للاقتصاد العالمي، ومشيراً إلى الحاجة لتعزيز موارد الطاقة من كل نوع لتلبية الطلب العالمي المتزايد.
كما سلّط الضوء على طموحات أرامكو السعودية للنمو على المدى الطويل، مشدداً على ضرورة تحوّل منهجية الخطاب بشأن تحوّل الطاقة لتصبح أكثر واقعية خصوصاً مع استمرار النفط والغاز لعقود أخرى، على أن يكون ذلك بمثابة ضوء أخضر للاستثمارات طويلة الأجل في النفط والغاز.وفق “أخبار 24”.
وأضاف أن الوعود والسيناريوهات غير الواقعية بشأن تحوّل الطاقة لم تتحقق، بل أسفرت عن العديد من العواقب غير المرغوبة، فبالرغم من نمو السيارات الكهربائية واستثمارات الطاقة المتجددة، لكنها تظل محدودة بالنظر لحجم الاحتياجات العالمية ولا تغطي نمو الطلب حتى في دول الشمال العالمي، لافتاً إلى أن الواقع الاقتصادي والقيود التقنية، وقبول الناس لخطة التحوّل الحالية بالنظر لتكاليفها المرتفعة، تفرض إجراء بعض التغييرات الجذرية في السياسات.
وفيما يخص استراتيجية أرامكو السعودية للنمو، أكّد م. الناصر أن الشركة مصممة على المضي قدمًا في المحافظة على ريادتنا في قطاع النفط بفضل قاعدة الموارد الضخمة، والتكاليف المنخفضة، ولأنها من بين الأقل عالميًا من حيث كثافة الانبعاثات الكربونية في قطاع التنقيب والإنتاج، حيث تعمل على تسريع وتيرة أعمال الغاز، إذ تمتلك بعضًا من أكبر الاحتياطيات في العالم، بما في ذلك إمكانات كبيرة في مجال الغاز غير التقليدي، كما تعمل لهذا السبب على زيادة إنتاجه بشكل كبير، فيما تظل المواد الكيميائية مجالًا رئيسًا للنمو على المدى الطويل، بفضل نقاط قوة أرامكو السعودية المؤكدة في كلٍ من المواد الخام والتحويلية.
وبالنسبة لاستخدام الشركة للتقنيات المتقدمة، أشار إلى أنها تواصل العمل على تحسين الكفاءة، وخفض انبعاثات الكربون والميثان في مراحل الإنتاج الأولى، كما تقوم بتطبيق الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع في أعمالنا وبشكل مبتكر، وتستثمر في البنية التحتية، واستقطاب أفضل الكفاءات، مع توسعة برنامجها العالمي لرأس المال الجريء الذي يبلغ 7 مليارات دولار، لترسيخ حضورها في قطاع مصادر الطاقات الجديدة، والاستعداد للتوسع حينما تصبح هذه الطاقات قادرة على المنافسة تجاريًا، ما يمكّنها من الاستعداد لمستقبل واقعي، وتحقيق قيمة طويلة الأجل لأصحاب المصلحة والمساهمين في جميع أنحاء العالم.
ويُعد منتدى إنيرجي إنتليجنس حدثًا سنويًا رائدًا يجمع كبار الخبراء في مجالات الطاقة والسياسة والمالية والأعمال لإيجاد حلول لتحديات الصناعة، وتبادل الأفكار، وبناء الشراكات، والإسهام في رسم ملامح مستقبل الطاقة. وتركّز فعاليات هذا العام على تأثير سياسة الحماية التجارية على نظام الطاقة وتعقيدات التحوّل في مجال الطاقة.