قبل 3 جولات من نهاية الموسم الماضي، حلّ فريق الاتفاق، ضيفًا على مدينة الرس، لمواجهة مستضيفهم الخلود.
وشهدت تلك المباراة مشاركة اللاعب الشاب عبد العزيز العليوة، الأخيرة، بشعار الاتفاق، لاعبًا بديلًا قبل نهاية الوقت الأصلي بـ 3 دقائق، لكنه لم يستطع التأثير على نتيجة التأخر، فخرج الاتفاق خاسرًا 1-0، بهدف مزيان ماوليدا.
في المباراة الأخيرة للعليوة، كان ماوليدا زميله في الفريق، وهو من خرج في الدقيقة الـ 85 ليسمح له بالمشاركة في الدقائق الأخيرة من مباراة الشباب. ونتيجتها تشير للتعادل 1-1 وقت التبديل.
وسجل العليوة هدف الانتصار، خلال ذلك الوقت الوجيز، مانحًا الخلود فرصة تحقيق الانتصار الثالث على الفرق التي حققت لقب الدوري السعودي للمحترفين، بعد انتصاريه الموسم الماضي أمام الأهلي والفتح.
بدأ العليوة، موسمه الحالي، للمصادفة، في المباراة نفسها التي انتهى بها موسمه الماضي بين الاتفاق والخلود، لكنه في مباراته الأولى بالموسم 2024-2025 كان إلى جانب الخلود. وفق “أخبار 24”.
واستعار الاتفاق خدمات العليوة في الموسم الماضي من النصر، لكنه لم يشركه في أكثر من 6 مباريات؛ 4 منها مع المدرب الإنجليزي ستيفن جيرارد، واثنتان باختيار المدرب السعودي سعد الشهري.
وحصل العليوة على فرصة العمل مع مدربين إنجليزيين من أصل 3 عملوا بعد تحول بطولة الدوري إلى مسابقة للمحترفين، إذ يشرف عليه حاليًا الإنجليزي ديس باكينغهام.
وقال باكينغهام مدرب الخلود، إنه أحب مشروع ناديه القائم على السعي نحو تطوير أفضل اللاعبين السعوديين الشباب “ويسعدني أننا تمكننا من ضم العليوة لنا هذا الموسم”.
استعان باكينغهام بلاعبه العليوة في المباريات الأربع الأولى. وتلك الافتتاحية الأفضل في مرات المشاركة للاعب الذي ظهر للمرة الأولى في مباراة الجولة الختامية لموسم 2022-2023 خلال لقاء النصر والفتح.
لعب العليوة أساسيًا في مباراة انتصار النصر 3-0، وصنع الهدف الأول لزميله البرازيلي تاليسكا في أول مبارياته بدوري روشن السعودي، ثم ظهر تاليًا في 9 مباريات، آخرها أمام الاتحاد، في الجولة الأخيرة 2023-2024 التي كسر بها كريستيانو رونالدو عدد الأهداف خلال موسم واحد.
وصنع العليوة في تلك المباراة، هدفها الختامي الذي أحرزه مشاري النمر، وبلغ به النصر تمام الـ 100 هدف في ذلك الموسم، بعد الانتصار 4-2.
عند ذكر رونالدو، تجدر الإشارة إلى أن ذلك النجم البرتغالي، مصدر الإلهام للعليوة منذ صغره؛ حسب ما قال اللاعب للقنوات الإعلامية في ناديه “فرصة رائعة أني لعبت معه سابقًا. وهو القدوة بالنسبة لي”.
وعلى الرغم من مشوار العليوة الغني في النصر قياسًا بمرات الظهور، إلا أنه خلال الجولات الأربع الأولى مع الخلود في الموسم الحالي، حصل على وقت مشاركات أفضل نسبيًا، يعادل نحو 35٪ من مجمل مشاركاته في الدوري.
ومن الواضح أن المدرب باكينغهام لا يزال سيعتمد عليه لاعبًا في الفريق طوال مشاركات الخلود في الموسم، ملمحًا إلى أنه يناسب طريقة لعبه، وقال إنه سيجعل على عاتقه مسؤولية تطويره طوال الموسم “كجزء من مشروعنا، نريد تطوير هذا النوع من اللاعبين”.
وامتدح المدرب الإنجليزي إمكانات لاعبه، بالقول: “إنه شاب، ومثير، ويجيد المواجهات الفردية (واحد ضد واحد)، كما أنه متقبل جداً للأفكار الجديدة ومتحمس للتعلم”.
وأضاف: “قدم أداءً جيداً جداً حتى الآن، ومرة أخرى، أود أن أعتقد أنه مثال جيد لواحد من الكثيرين الموجودين لدينا هنا، وواحد من الكثيرين الذين نريد البناء عليهم في المستقبل”.
ولم يسجل العليوة منذ هدفيه في مرمى أبها مطلع أبريل 2024، في مباراة انتهت بفوز النصر 8-0، منها هاتريك رونالدو، وثنائية من العليوة، بعد دخوله في الشوط الثاني بديلًا مكان السنغالي ساديو ماني.
ووصف العليوة تجربته مع الخلود بعد التسجيل في مرمى الشباب، بالرائعة، وقال عنها: “أعطتني الثقة، وسأكون على قدر تلك الثقة. وسنحقق الإنجازات معًا إن شاء الله”.
بدا العليوة متفائلًا بتحقيق المنجزات مع الخلود الذي يخوض موسمه الثاني في دوري روشن السعودي، مع تكرار أمنياته أثناء حديثه لجماهير ناديه: “سنحقق الإنجازات معًا، ونفرح مع بعضنا البعض. وأتطلع لرؤيتكم سواء خارج أرضنا أو على أرضنا”.
وينعكس في حديثه محبته لبيئة ناديه الحالي: “علاقتي مع المدرب ومع زملائي اللاعبين جيدة. ومبنية على الاحترام والثقة. ويدفعني ذلك لتقديم أفضل ما لدي”.
وزاد: “علاقتي مع زملائي في التدريب علاقة مميزة جدًا، يتميز فيها الاجتهاد البدني والعمل الذهني والتكتيكي”.
وجاء في كلامه تأكيد لما قاله مدربه عن الرغبة في التعلم، حين تحدث العليوة عن شخصيته، فقال: “عندي شغف كبير بالحياة. وأحب تطوير نفسي من كل الجوانب لاستكشاف أشياء جديدة”.
وأشاد العليوة بمدربه باكينغهام، وقال إنه لأمر مميز أن يعطيك المدرب الثقة، “فأنت حين تشارك سواء كنت لاعبًا أساسيًا أو احتياطيًا، ستكون على قدر الثقة التي منحك إياها المدرب”.
وأضاف: “يملك المدرب باكينغهام شخصية رائعة ومحترفة، وعلاقتي معه ممتازة، وكذلك أشاهد العلاقة الجيدة مع زملائي الآخرين”.
ومثّل العليوة المنتخب السعودي تحت 23 عامًا تحت قيادة المدرب سعد الشهري. وكان ذلك اللقاء الأول بينهما قبل أن يجتمعا مجددًا في الاتفاق.
وانتهى عملهما معًا في الاتفاق سريعًا، بعد مغادرة العليوة، الذي لم يجد موقعًا في تشكيلة الشهري مع عودة خالد الغنام من الإعارة والتعاقد مع الصربي ماتيا غلوسيفيتش.
ولا يزال العليوة يرى أن الفخر الأكبر له حتى الآن يتمثل في انضمامه للمنتخب السعودي. ولعب اللاعب البالغ 21 عامًا في المنتخبات السنية للأخضر تحت 16 عامًا وتحت 20 عامًا، إضافة إلى الأخضر الأولمبي.
ويميّز العليوة ناديه الخلود عن بقية الأندية في الاهتمام بمنح الفرص للاعبين الصغار واكتشاف المواهب. وقال إنه تطور في نادي الخلود من نواحٍ عديدة، سواء كانت ذهنية، أو بدنية، أو فنية.
وأحسّ العليوة بشعور رائع بعد هدفه في مرمى الشباب، لكنه كشف انزعاج والدته منه في أداء الاحتفالية بطريقة السالتو (الشقلبة على اليدين)، كاشفًا أن الاحتفال بتلك الطريقة يشعر والدته بالاستياء خوفًا عليه.
وأضاف: “أقول لها هذه احتفاليتي. وأنا موهوب فيها منذ صغري. وأحب أن ترافقني تلك الاحتفالية طوال مسيرتي الكروية”.
ويحلم العليوة بالاحتراف في أوروبا، رغبة في مزيد من التطور هناك، معتبرًا أن التجارب مع الأندية الأوروبية تمنحك مزيدًا من التطور في القدرات البدنية، خلاف إسهامها في ارتفاع المستوى.
