قدّم الدكتور محمد آيت حنا ورشة عمل بعنوان “كيف نقرأ القصة خلف اللوحات الفنية”، تناولت العلاقة بين الفنون البصرية والسرد الأدبي، مسلطةً الضوء على البعد الحكائي الذي يمكن اكتشافه في الأعمال التشكيلية، وذلك ضمن البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2025.
واستعرض حنا مفهوم “القراءة السردية للوحة” بوصفه منهجًا نقديًّا يساعد على فهم العمل الفنّي خارج إطار اللون والخط والتقنية، من خلال النظر إلى عناصر القصة الكامنة في اللوحة مثل الحدث، والمكان، والزمان، والشخصيات، موضحًا أن هذه المقاربة تمكّن المتلقي من التعامل مع اللوحة باعتبارها نصًّا بصريًّا قابلًا للتأويل والتحليل، تمامًا كما يُقرأ النصُّ الأدبي.
وأشار إلى أن الهدف من الورشة هو تمكين المشاركين من تطبيق أدوات السّرد على المحتوى البصري، مؤكدًا أن اللوحات أعمالٌ حية تتحدث عبر تفاصيلها، وتفتح أمام المشاهد فضاءاتٍ من المعنى والخيال.
وقدّم خلال الورشة أمثلةً تطبيقية على لوحات فنية تم تحليلُها من منظورٍ سردي، مبرزًا كيفية تحديد “الحدث” و”الزمن” و”المكان” في المشهد التشكيلي، وكيف يمكن للمتلقي أن يقرأ اللوحة مثلما يقرأ فصلًا من روايةٍ بصرية تروي حكايتها بالألوان والإيماءات.
وشهدت الورشة تفاعلًا واسعًا من الحضور الذين ناقشوا طرق قراءة اللوحات وتبادلوا وجهات النظر حول اكتشاف القصة المختبئة خلف كل عمل فني، في أجواءٍ جمعت بين الأدب والفن، وأسهمت في تعزيز ثقافة التذوق الفني والفهم السردي للصورة.
يُذكر أن معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 يُقام تحت شعار “الرياض تقرأ”، المنبثق من حملة “السعودية تقرأ”، التي أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة بهدف تعزيز شغف القراءة والمعرفة لدى جميع فئات المجتمع، وتشجيع الثقافة والإبداع، وإتاحة الفرصة أمام القرّاء للتفاعل مع المؤلفين والمبدعين، في إطار رؤيةٍ تسعى إلى إثراء المشهد الأدبي والفني في المملكة.


