نظّم معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، الذي تقيمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، ورشة عمل بعنوان “أخلاقيات المهنة الصحية: نحو ممارساتٍ فعّالة وآمنة”، قدّمتها الدكتورة رؤيم معيقل، استشارية الأخلاقيات الطبية بكلية الطب البشري في جامعة الملك سعود.
وتناولت معيقل مفهوم أخلاقيات الممارسة الصحية وأهميتها في تعزيز الثقة بين الممارس الصحي والمريض وأسرته، وضمان العدالة في تقديم الرعاية الطبية، وحماية المستفيدين من الخدمات الصحية، مبيّنةً أن الأخلاقيات تمثل منظومة قيم ومبادئ تسهم في التمييز بين الصواب والخطأ في الممارسة الطبية.
واستعرضت الورشة بدايات تشكّل أخلاقيات المهنة الصحية عبر التاريخ، مشيرةً إلى أن جذورها تعود إلى مصر القديمة، قبل أن تتطور مع الطبيب أبقراط في القرن الخامس قبل الميلاد، الذي وضع أسس الممارسة المنظمة، ثم مع الطبيب إسحاق بن علي الرهاوي في القرن التاسع الميلادي، الذي ألّف كتاب “أدب الطبيب” ليكون من أوائل المؤلفات في هذا المجال.
وبيّنت أن تطور الطب الحديث أفرز قضايا أخلاقيةٍ جديدة أثارت نقاشاتٍ واسعة، وأسهمت في ترسيخ الحاجة إلى تطبيق الفلسفة الأخلاقية في الممارسات الطبية، موضحةً أن الوعي بأهمية الأخلاقيات أصبح اليوم جزءًا أساسيًّا من التعليم الطبي والبحث العلمي والممارسة الإكلينيكية.
وتطرقت الورشة إلى المبادئ الأربعة الأساسية لأخلاقيات المهنة الصحية، وهي احترام استقلالية المريض، وتقديم المنفعة، وعدم الإضرار، وتحقيق العدالة في توزيع الخدمات الصحية، مع أهمية تصميم برامج طبية تراعي احتياجات الفئات في المناطق النائية.
كما ناقشت أبرز التحديات التي تواجه الممارسين الصحّيين، مثل الضغوط العملية، وزيادة أعداد المرضى، والتطور التكنولوجي السريع، والذكاء الاصطناعي، إلى جانب الحاجة للتوازن بين مصلحة الفرد والمجتمع، وإيجاد آلياتٍ مؤسسية تدعم الممارسات الأخلاقية.
واختُتمت الورشة بالتطرق إلى دواعي تطوير المعرفة والمهارات الطبية بشكلٍ مستمر، والحفاظ على سرية معلومات المريض، وتعزيز التواصل الفعّال مع المرضى وأُسَرهم، إضافة إلى بناء ثقافةٍ مهنية قائمة على القيم والمسؤولية والشفافية لضمان ممارساتٍ صحية آمنة ودائمة.


