قدّم معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 مشهدًا لافتًا هذا العام فيما يتعلق بظاهرة إهداء الكتب، حيث اتجه كثير من الزوار إلى شراء الكتب كهدايا لأصدقائهم وأقاربهم، في مشهد يعكس حضور الوعي الثقافي واتساع دائرة الاهتمام بالقراءة.
يقول خالد الحربي (42 عامًا) أثناء تسوّقه في جناح كتب الأطفال: “أفضل هدية لأولادي هي كتاب، الهاتف يُستبدل والألعاب تنتهي، لكن الكتاب يبقى”، مشيرًا إلى أن الهدية الحقيقية هي بناء عادة القراءة في البيت.
وفي جناح الروايات، اختارت سارة العبدالله (34 عامًا) كتابًا لصديقتها، موضحة: “أهدي الكتب لأنها تعبّر عن المشاعر بطريقة مختلفة، وأشعر أن كل عنوان يحمل رسالة شخصية”.
أما منى الزهراني (27 عامًا)، وهي معلمة لغة عربية، فاختارت تذكارًا لطالبة متميزة، قائلة: “الكتاب يبقى شاهدًا على علاقةٍ فكرية، والإهداء وسيلةٌ لتشجيع الجيل الجديد على القراءة”.
ويؤكد عبدالرحمن الشمري (29 عامًا) أنه يحرص على اختيار الكتب بعناية، مضيفًا: “اختيار كتاب كهدية عملية دقيقة، لأنك تختار فكرةً تمس عقل الشخص وقلبه في الوقت نفسه”.
كما شهد جناح التوقيع حضور كتّاب يخصّون قرّاءهم بإهداءاتٍ شخصية، من بينهم منيف العتيبي الذي قال: “أعتبر الإهداء بداية حوارٍ جديد مع القارئ، وهو جزء من علاقة تمتد بعد صدور الكتاب”.
ويُعدّ هذا التوجّه نحو إهداء الكتب مؤشرًا على تنامي الوعي بأهمية القراءة في الحياة الاجتماعية، وترسيخ مكانة الكتاب كخيارٍ ثقافي ذي قيمة.
يُذكر أن معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 يُقام تحت شعار “الرياض تقرأ”، ضمن حملة “السعودية تقرأ” التي أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة لتعزيز ثقافة القراءة، وتشجيع التفاعل بين الكتّاب والجمهور، ودعم الحركة الثقافية في المملكة، وتستمر فعالياته حتى الـ11 من أكتوبر الجاري.
