شهد سعر الذهب ارتفاعاً قياسياً اليوم (الثلاثاء)، متجهاً لتسجيل أفضل أداء شهري له منذ ما يقرب من 16 عاماً، مدعوماً بالمخاوف المتزايدة من إغلاق محتمل للحكومة الأمريكية وتوقعات بتخفيضات إضافية في أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الاتحادي. وقد عززت هذه العوامل الطلب على المعدن الأصفر باعتباره ملاذاً آمناً في أوقات عدم اليقين السياسي والمالي.
ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1% ليصل إلى 3870.14 دولار للأوقية بحلول الساعة 0634 بتوقيت جرينتش. كما قفز سعر المعدن النفيس بنسبة 12.3% حتى الآن في شهر سبتمبر، ليصبح بذلك في طريقه لتسجيل أفضل ارتفاع شهري بالنسبة المئوية منذ نوفمبر 2009. وفي السياق ذاته، صعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 1.1% إلى 3897.80 دولار.
وأشار كبير محللي الأسواق في شركة كيه.سي.إم تريد، تيم ووترر، إلى أن الإغلاق الحكومي الوشيك يثير حالة من عدم اليقين في السوق، ما ساهم في تسريع مكاسب الذهب. وأضاف ووترر أن مستوى 4000 دولار يبدو هدفاً يمكن للذهب أن يحققه بحلول نهاية العام، خاصة وأن المتغيرات السوقية مثل انخفاض أسعار الفائدة والتوتر الجيوسياسي المستمر لا تزال تصب في صالح المعدن النفيس. وفق “أخبار 24”.
وتأتي مكاسب الذهب في ظل عدم إحراز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أي تقدم لتجنب إغلاق الحكومة الذي قد يعطّل مجموعة واسعة من الخدمات بدءاً من يوم غد الأربعاء. كما أدت البيانات الاقتصادية الأخيرة إلى زيادة التوقعات بأن يقدم مجلس الاحتياطي الاتحادي على المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة هذا العام.
ويرى المتعاملون فرصة بنسبة 89% تقريباً لتخفيض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل لمجلس الاحتياطي الاتحادي في أكتوبر، وفقاً لأداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي. وفي هذا الصدد، أفاد ألبرتو موساليم، رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي في سانت لويس، بأنه منفتح على المزيد من التخفيضات، لكنه دعا إلى توخي الحذر والإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة بما يكفي لمواصلة مواجهة التضخم.
شهدت المعادن النفيسة الأخرى أيضاً ارتفاعاً في الأسعار، حيث صعدت أسعار الفضة في المعاملات الفورية 0.3% إلى 47.08 دولار للأوقية، مسجلة ارتفاعاً بنسبة 18.6% منذ بداية الشهر. كما صعد البلاتين 0.5% ليصل إلى 1609.40 دولار، وزاد البلاديوم 0.9% ليصل إلى 1278.62 دولار.