يحكي جبل “محجة” الذي يشكّل تجويفات صخرية ممزوجة بالرمال الذهبية، تاريخ وثقافة منطقة حائل كأحد معالمها الطبيعية البارزة، حيث تُظهر تدرجاته الطبقية تفاصيل طبقات الأرض القديمة، وتأثيرات الحقب الزمنية الماضية، بسبب عوامل التعرية الرملية والجوية.
ويحتوي جبل “محجة” الواقع بمحافظة الشملي على بُعد 240 كم في الجنوب الغربي من المنطقة، على تشكيلات الصخور الرسوبية الرملية المتجاورة مع التكوينات الغريبة التي تشبه الممرات والأقواس الطبيعية، وما تحيط به من الكثبان الرملية، وتكثر في أراضيه الرعوية المنخفضة النباتات الصحراوية مثل الأرطى، والرمث، والنباتات الربيعية.
ويُعد موقع هذا الجبل وجهة مثالية لمحبي الرحلات البرية والتخييم من السياح والزوار والأهالي، خاصة في فصلي الشتاء والربيع لصفاء الأجواء وتنوع التضاريس، حيث تبرز به 5 أجزاء رئيسية، تشمل: كتلة صماء ارتفاعها نحو 30م ذات جوانب رأسية على شكل جمل، وردهة ارتفاعها بين 20 – 25م، وكتلة نصف مستديرة ارتفاعها 10م، وصخرة منفردة صغيرة، وبهو أعمدة أمامي ارتفاعه نحو 33م. وفق “أخبار 24”.
كما يضم عددًا هائلًا من النقوش والرسوم الصخرية المختلفة التي تعود إلى حضارات وعصور قديمة، تشمل رسومًا لرجال وإبل وخيول وغزلان وأسود، ويتزين بالنقوش والرسومات الثمودية إلى جانب ما وُصف بأنه “مدونة المسافرين”، وترك الرحالة آثارهم على الصخور، خاصة أنه ضمن مسارات القوافل والتجارة قديمًا.
وأوضحت هيئة التراث أن جبل “محجة” يُعد سجلًا ناطقًا بحضارات قديمة، وعلامة بارزة ومقصدًا للسياحة الطبيعية والثقافية، ويتفرد برسوم ونقوش مميزة، إلى جانب ما حوله من مواقع سُجِّلت وكُشف عنها من خلال مشاريع المسح وتوثيق الفنون الصخرية، مشيرةً إلى استمرار جهودها في حماية الموقع، وإبراز قيمته العلمية والثقافية.
وبيّنت الهيئة أن حائل تتميز بوفرة النقوش الثمودية والفنون الصخرية بشكل عام في جميع أنحاء المنطقة، مؤكدة أن موقع جبل “محجة” يحوي الكثير من النقوش الثمودية ورسوم الجمال والخيول، فقد لاقى جذبًا سياحيًا حديثًا وعلميًا قديمًا من الرحالة الغربيين والمهتمين والباحثين السعوديين، مما ساعد على إصدار عدد من الكتب التي تتحدث عن تفسير وتحليل النقوش الثمودية، وتحليل الفنون الصخرية.