تشارك جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) في تأسيس أول هيئة عالمية لحماية الكائنات الدقيقة، عبر تولي إحدى باحثاتها قيادة مجموعة خبراء حفظ الميكروبات، كأول هيئة عالمية رسمية تُعنى بحماية أحد أصغر أشكال الحياة على كوكب الأرض وأكثرها أهمية، وهي الكائنات الدقيقة.
وستقود المجموعة الجديدة، التي تعمل تحت مظلة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، أستاذة كاوست البروفيسورة راكيل بيكسوتو بالاشتراك مع جاك غيلبرت من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، وقد أُعلن عن تشكيل المجموعة على نحو رسمي في 12 سبتمبر عبر المجلة العلمية Nature Microbiology.
وقالت البروفيسورة بيكسوتو: إن مجموعة خبراء حفظ الميكروبات ستعمل كجهة عالمية لحماية التنوع الميكروبي، من خلال استكشاف أثر الاضطرابات البيئية واحتمال انقراض أنواع محددة من الكائنات الدقيقة، مثل البكتيريا والفطريات والفيروسات التي تُعَدّ أساسية للنظم البيئية وصحة الإنسان، وقد يشمل ذلك البكتيريا النافعة الموجودة في الميكروبيوم المعقد للشعاب المرجانية، أو الميكروبات الرئيسية في أمعاء الإنسان التي تواجه خطر الانقراض بسبب أنماط الحياة الصناعية.وفق “أخبار 24”.
وأضافت بيكسوتو أن هذه المبادرة تمثل خطوة جوهرية نحو حماية الحياة على كوكب الأرض من خلال توحيد علم الأحياء الدقيقة مع جهود الحفظ، إذ يمكن حماية القدرات الخفية للطبيعة، ووضع استراتيجيات لحماية الكائنات والنظم البيئية التي تتعرض لضغوط غير مسبوقة.
وأوضحت أن المجموعة ستجمع علماء البيئة، وخبراء المعارف التقليدية، وقادة الحفظ لتطوير أدوات واستراتيجيات وسياسات تدمج علم الأحياء الدقيقة ضمن منظومة الحَوْكَمة العالمية للتنوع البيولوجي.
ويُعَدّ الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) الهيئة العالمية الرائدة في علوم البيئة والسياسات المرتبطة بها، إذ يحدد أولويات الحفظ بالتعاون مع الحكومات والمنظمات غير الحكومية والاتفاقيات الدولية.
وستقوم المجموعة الجديدة بتقييم أخطار الانقراض التي تواجه الأنواع الميكروبية، وتحديد أولويات الحفظ، ووضع معايير القائمة الحمراء للميكروبات، وهي نظام عالمي يعتمده الاتحاد لتصنيف مستويات خطر الانقراض للأنواع.
كما ستدرس المجموعة كيف يمكن للابتكارات الميكروبية أن تدعم أهداف الحفظ الأوسع، بما في ذلك استخدام البروبيوتيك (المعززات الحيوية) لتعزيز قوة الشعاب المرجانية، واستعادة التنوع الميكروبي في التربة لزيادة مرونة المحاصيل، وتحسين صحة النظم البيئية التي تدعم الحيوانات الكبيرة.
وتحظى مجموعة خبراء حفظ الميكروبات بدعم مالي من مؤسسة غوردون وبيتي مور، إلى جانب دعم إداري ومالي من الجمعية الدولية لعلم البيئة الميكروبية، والجمعية الأمريكية لعلم الأحياء الدقيقة، ومؤسسة علم الأحياء الدقيقة التطبيقي.
