تجاوزت الدرعية الـ3.6 مليون زيارة بحلول منتصف العام الجاري 2025، في خطوة تُعزّز من مكانتها كوجهة سياحية عالمية فريدة، بدأت في جذب السياح والزوار حول العالم منذ افتتاح مطل البجيري وحي الطريف التاريخي في ديسمبر 2022، لتمضي قُدمًا نحو تحقيق رؤيتها الطموحة بالوصول إلى 50 مليون زيارة بحلول عام 2030، فيما تخطت قيمة المشاريع العملاقة التي وقّعتها الشركة خلال النصف الأول من العام الجاري 18.75 مليار ريال نظير توقيع 15 عقدًا لمشاريع عملاقة، في تطور يعكس تسارع وتيرة الإنجازات ضمن رؤية السعودية 2030 الطموحة.
استثمارات نوعية
بلغ حجم الاستثمارات الناتجة عن العقود الموقّعة والمشاريع 18.75 مليار ريال، شملت توقيع 15 عقدًا واتفاقية، منها 6 مذكرات تعاون و9 عقود. وكان أبرزها افتتاح محطتين رئيسيتين للطاقة الكهربائية بتكلفة بلغت 1.166 مليار ريال، وترسية عقد مشروع تطوير دار الأوبرا الملكية بالدرعية بنحو 5.1 مليار ريال، في خطوة تؤكد التزام الدرعية بأن تكون مركزًا ثقافيًّا وفنيًّا عالميًّا، إضافة إلى ذلك، تمَّ تنفيذ أعمال تطوير البنية التحتية في منطقة جامعة الملك سعود بقيمة 4.225 مليار ريال، بهدف تعزيز البنية التحتية التعليمية وخدمة التجمعات السكانية. وفق “أخبار 24”.
وشملت الإنجازات توقيع عقد إنشائي لتنفيذ ميدان الدرعية بقيمة 2.249 مليار ريال. وهو المشروع الذي سيحتضن 400 علامة تجارية رائدة في مجال التجزئة والترفيه والمطاعم، ضمن مساحة تجارية ضخمة مصمّمة للمشاة. كما انطلقت أعمال إنشاء أرينا الدرعية بقيمة 5.75 مليار ريال، لتكون ساحة متعدّدة الأغراض تستوعب 20 ألف شخص، ومصمّمة لاستضافة الفعاليات الموسيقية والرياضية والابتكارية العالمية، بتصميم مستوحى من قلب نجد.
كما أبرمت الدرعية عقدًا استثماريًا ضخمًا مع شركة ساليني لتطوير 400 وحدة تجارية و73 مبنى، في بيئة مخصّصة بالكامل للمشاة، مما يعيد تعريف مفهوم السوق ليصبح مساحة للفن، والتسوّق، والتفاعل الحضاري، بروح نجدية خالصة.
وبدأت الدرعية البيع في مشروع “أمان سمر ريزيدنسز” الذي يضمُّ 34 فيلا في وادي صفار، حيثُ تتكون فلل المشروع من 5 و6 غرف نوم، تمتدُّ على مساحات تبدأ من 9,000 متر مربع، وتوفّر خصوصية تامّة ومساحات معيشة واسعة، ومرافق عالمية، مثل ملعب الجولف الذي صمّمه أسطورة اللعبة غريغ نورمان، ومضامير بولو لمحبي الفروسية، ومنتجع “أمان سبا” الذي يحتوي على منتجع صحي متكامل، ونادي راكيت، ومسابح، ومطاعم تقدّم أشهى الأطباق العالمية.
حضور مؤثر
لم تقتصر إنجازات الدرعية على الجانب الإنشائي والتطويري، بل امتدّت إلى الحضور المؤثّر في الفعاليات والمنتديات العالمية، والتفاعل الدولي اللافت الذي وصل إلى أكثر من 25 ألف زائر، في مجموعة كبيرة من المعارض التي شاركت فيها الدرعية، أبرزها معرض STF بالرياض، ومعرض ITB في برلين، ومعرض ATM في دبي، ومعرض ITB بالصين، ومعرض ILTM للسفر والسياحة في سنغافورة. كما قامت الدرعية بجولات تسويقية ناجحة شملت العاصمة الفرنسية باريس، والعاصمة الإيطالية روما، والعاصمة البريطانية لندن.
وأطلقت الدرعية عددًا من المبادرات والحملات الهادفة إلى تعزيز الهوية الوطنية ودعم الابتكار، أبرزها إطلاق النسخة الخامسة من برنامج تطوير خريجي الدرعية، الذي يهدف إلى تمكين الكوادر الوطنية الشابّة، ومبادرة “المدينة الذكية”، التي تهدف إلى تعزيز جودة الحياة في الدرعية، بتطوير البنية التحتية ورفع جودة العمليات وتوفير البيانات في الوقت الفعلي، لتحسين الإدارة والتفاعل مع المستخدمين، وتقديم تجربةٍ سلسةٍ لسكان وزوار الدرعية.
وفي خطوة لتعزيز هويتها البصرية، أطلقت “الدرعية” لونها الخاص بالتعاون مع معهد بانتون العالمي، لتجسيد مكانتها التاريخية والثقافية. كما شهدت هذه الفترة بدء البيع الحصري لمساكن “أرماني ريزيدنسز الدرعية”، مما يؤكد جاذبية الدرعية كوجهة سكنية فاخرة. وتواصل الدرعية دعم الكفاءات الوطنية من خلال إطلاق النسخة الثالثة من “برنامج تطوير مهندسي الدرعية”، لتمكين الكفاءات الوطنية وفتح آفاق جديدة للتعاون والتطوير.
زيارة استثنائية
في مشهد استثنائي، اصطحب ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله -، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في جولة بالدرعية، حيثُ زارا حي الطريف التاريخي، المسجّل ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، مهد انطلاق الدولة السعودية وعاصمة الدولة السعودية الأولى.
وجمعت الزيارة التي تعدُّ الأولى لرئيس أمريكي إلى الدرعية بين البعد السياسي والرمزية الثقافية، وجسّدت عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، ولاقت صدى واسعًا على المستويين المحلي والدولي.
كما استقبلت الدرعية خلال النصف الأول من العام ضيوف المنتدى السعودي للإعلام 2025، وكانت الزيارة بمثابة رحلة عبر الزمن، حيثُ تعرّف الضيوف على تاريخ المملكة العريق وثقافتها الغنية، وتاريخ الدرعية الذي يمثّل نقطة انطلاق تأسيس الدولة السعودية.
ريادة وتميّز
عزّزت شركة الدرعية خلال النصف الأول من عام 2025 مكانتها الدولية من خلال التقدير الذي نالته من جهات شهيرة ورسمية، حيثُ تمَّ إدراجها ضمن قائمة مجلة تايم العريقة لأكثر 100 شركة تأثيرًا عالميًا لعام 2025، لتُصبح ثاني شركة سعودية تحظى بهذا الإدراج بعد أرامكو، في توثيق يعكس رؤيتها، وضخامة استثماراتها، ويؤكد أن الدرعية اليوم أصبحت لاعبًا عالميًّا في ميادين الثقافة، والاقتصاد، والابتكار.
وفي صعيد آخر، تُوِّج فريق نادي الدرعية الأول لكرة القدم بلقب دوري الدرجة الثانية السعودي، بعد فوزه على فريق العلا بهدف دون مقابل في المباراة النهائية. ويستعدُّ الفريق حاليًا للمشاركة في دوري الدرجة الأولى، سعيًا لمواصلة مشواره في المنافسات المحلية.
وأُدرجت معالم من الدرعية، بما في ذلك مطل البجيري ووادي حنيفة ومنطقة الزلال، ضمن النسخة العالمية للعبة مونوبولي، في خطوة تعكس حضورها الثقافي والتاريخي.
وتأكيدًا لتميّزها وريادتها في مختلف المجالات، حصدت الدرعية عددًا من الجوائز المرموقة منذ يناير 2025، كان أبرزها جائزة أفضل مشروع تطوير سياحي في الاستدامة، وجائزة التميّز في الاستدامة، وجائزة الابتكار في التصميم الحضري. كما انضمّت إلى قائمة “الوجهات العالمية الصديقة للبيئة” التي تصدرها منصّة “واندرلاست” البريطانية بشكل سنوي.
وتواصل الدرعية تعزيز حضورها المؤسسي والاحترافي بحصد مجموعة من الجوائز والشهادات المرموقة في مجالات متعدّدة، حيثُ حصلت على جائزة SAP لتحديث إدارة الموارد البشرية، وجائزة التميّز في المحتوى المحلي. وفي ختام موسم الدرعية 24/25 فازت “ليالي الدرعية” بجائزة أفضل تصميم وديكور. كما نال مشروع وادي صفار ثلاث شهادات من برنامج “مستدام” بعد استيفائه لكافة معايير الاستدامة. وأكثر من ذلك، فقد سجلت الدرعية رقمًا قياسيًا عالميًا في مجال السلامة ضمن موسوعة جينيس، في حين تُوّج التزامها بالمعايير الدولية بحصولها على شهادتَيْ أيزو في كل من الدعم الإداري وإدارة استمرارية الأعمال.
وتتطلع شركة الدرعية لأن تكون جاهزة في عام 2030 لاستضافة زوّار “إكسبو الرياض” في فنادقها التي ستصل إلى 40 فندقًا، حيثُ تمضي بخطى ثابتة نحو تحقيق هدفها بأن تكون وجهة عالمية فريدة تستقطب 50 مليون زيارة سنويًا، لتُصبح نافذة الإرث السعودي الثقافي إلى العالم.
وتُسهم مشاريع الدرعية بشكل مباشر في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، حيثُ تسعى للمساهمة بأكثر من 70 مليار ريال في الناتج المحلي الوطني سنويًا، مع خلق 180 ألف فرصة وظيفية، لتدفع بعجلة الاقتصاد الوطني قُدُمًا.
