جمعت الأبواب الخشبية العتيقة المنتشرة في أزقة وحارات جدة التاريخية، بين العناصر الوظيفية والزخرفية في آن واحد، ما أسهم في احتفاظها بجمالياتها عبر مئات السنين.
وأصبحت هذه الأبواب من رموز الهوية العمرانية التي أهلت المنطقة لإدراجها في قائمة التراث العالمي لليونسكو، خاصة وأنها تعكس ملامح العمارة الحجازية الأصيلة.
وتقوم الأبواب الخشبية بوظائف معمارية متعددة، أبرزها تحقيق الحماية للبيوت من حرارة الصيف، وتوفير التهوية عبر الفتحات المزخرفة الدقيقة، فضلًا عن كونها واجهة جمالية.
وتُصنع هذه الأبواب من خشب الساج والجوز المستورد من الهند وشرق أفريقيا، المعروف بمتانته وقدرته على مقاومة عوامل المناخ، ثم تُطعَّم بالمسامير الحديدية الكبيرة وتُزخرف بزخارف الأرابيسك والنقوش الهندسية والنباتية الدقيقة، التي تكشف عن إبداع الصنّاع المحليين في جدة، والذين طوروا هذه الحرفة جيلًا بعد آخر. وفق “أخبار 24”.
كما تضم بعض الأبواب طبقات مزدوجة؛ خارجية كبيرة للزوار، وأخرى صغيرة تُعرف بـ “خوخة الباب”، تسهّل الدخول والخروج دون الحاجة لفتح الباب الرئيسي.
وخضعت عشرات الأبواب الخشبية التاريخية لعمليات ترميم دقيقة على أيدي حرفيين متخصصين، باستخدام الأخشاب الأصلية ذاتها، مع توثيق النقوش والزخارف وحفظها، لتبقى شاهدة على مراحل تطور المجتمع الحجازي وأساليبه في التعايش مع البيئة.