عدّ خطيب المسجد الحرام الشيخ بندر بليلة، التسخط والضجر من شدة الحر، شكلٌ من أشكال الاعتراض على قضاء الله وقدره، مؤكداً ألا شيء يقع في هذا الكون إلا لحكمة ومصلحة، وأن من تحقيق التوحيد الرضا والتسليم بأحكام الله الشرعية وسننه الكونية.
وشدد الشيخ بليلة على أن الحرّ هو واعظ الصيف الذي يذكّر الله به عباده حرّ المحشر وعذاب النار، وأن شدة الحر من الآيات التي يرسلها الله لعباده تخويفاً وذكرى، مستدلاً بقوله تعالى [وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا] [التوبة: 59]. وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ) متفق عليه.
كما دعا د. بندر إلى الصبر على العبادات في لهيب الصيف للنجاة من نار الآخرة، لاسيما الصوم الذي جاءت الآثار بفضله وأجره العظيم في الأيام شديدة الحرارة. وحثّ على تفقد الفقراء والمعوزين وتخفيف ما يجدونه من لهيب الحر وشدّة الصيف عبر سقيا الماء البارد وقضاء حاجاتهم. وفق “أخبار 24”.
وفي المدينة المنورة أوصى خطيب المسجد النبوي الشيخ عبد الله البعيجان، المعلمين والمعلمات، بالاجتهاد في تعليم الطلاب والطالبات وأن يكونوا قدوات صالحة للنشء -قولاً وفعلاً- وأن يبذلوا لهم النصح والتوجيه، مؤكداً أن التعليم أمانة عظيمة ورسالة جليلة.
كما حثّ الطلاب على شغل أوقاتهم بالعلم النافع والتحصيل الدراسي؛ فهو الزاد في الدنيا ومصدر الرفعة في الآخرة، وشدد على عدم الاستهانة بسنوات الدراسة فـ”الوقت يمضي والعمر يذهب وما مضى لن يعود”، وأوصاهم بأن يزرعوا اليوم ليحصدوا غداً فـ”العلم نورّ لا ينطفئ وثمرةٌ لا تخيب”.
وواصل الشيخ حديثه إلى أولياء الأمور، داعياً إياهم لتفقد تعليم أبنائهم وتهيئة البيئة المناسبة لهم في المنزل للنجاح والتفوق، ومساعدة المعلمين في تعليم وترشيد الأبناء، وإعانة الجهات التعليمية لما فيه صلاح أبنائهم “فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”.