برزت محمية “الغراميل”، الواقعة شمال غرب محافظة العُلا، كتحفة جيولوجية تُجسّد عراقة الطبيعة بالمملكة، بفضل تكويناتها الصخرية العمودية الفريدة التي نُحتت عبر آلاف السنين بفعل عوامل طبيعية متعاقبة مثل الرياح الجافة والتباين الحراري وتدفقات الأمطار.
وتتناسق صخور “الغراميل” في تشكيلاتها الهندسية بشكل يثير الدهشة، بينما تتفاعل مع انعكاسات الضوء وتغيّر زوايا الشمس لترسم لوحة طبيعية متبدلة باستمرار، تنقل الزائر من مشهد عام إلى عمق التفاصيل الجيولوجية.
ويشكّل موقع الغراميل شاهدًا طبيعيًا على تحوّلات المناخ وتبدّلات البيئة عبر العصور الجيولوجية، بما يتميز به من دقة في التكوين، وتنوّع في الطبقات الصخرية، وتماسك في بنيته، بينما تتناغم تكويناته الصخرية مع الرمال المحيطة لتُنتج مشهدًا بصريًا فريدًا يتغيّر بتبدّل الضوء وحركة الشمس، مما يمنح الزائر تجربة استكشافية عميقة تكشف عن تفاصيل جيولوجية دقيقة وسط لوحة طبيعية نادرة. وفق “أخبار 24”.
لا تقتصر أهميتها على جمالها الطبيعي، بل تشكّل مرجعًا بيئيًا ثريًا يستقطب الباحثين والمصورين بفضل ما توفره من بيانات علمية حول التكوينات الرسوبية وتحولات البيئة الجيولوجية، فيما تُعد من أبرز الرموز الجغرافية في محافظة العُلا، بما تعكسه من ثراء طبيعي وتكوين أرضي يحمل طابعًا تاريخيًا ورؤية بصرية فريدة.