أسدل سيف العدالة، الستار على قضية مقتل الأكاديمي المتقاعد في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن د. عبدالملك قاضي، على يد مندوب توصيل مصري الجنسية، في غضون 42 يوماً فقط من وقوع الجريمة، في رسالة على أن القضاء الناجز سيقتصّ للمظلومين الآمنين وسيقطع دابر المجرمين المعتدين، وتأكيدًا على أن القصاص العادل سيكون مصير كل مَن تسوّل له نفسه الاعتداء على الآمنين، وسفك دمائهم وسلب أموالهم وانتهاك حقهم في الحياة والأمن.
عُرف قاضي، وهو أستاذ ورئيس قسم العلوم الإسلامية بجامعة الملك فهد سابقاً، بخلقه الرفيع وجوده الوفير وبرّه بأهله وذويه وقربه من تلاميذه وطلابه، فضلاً عن إسهاماته العلمية ونتاجه الغزير في الحديث الشريف، واعتكافه بعد التقاعد في محراب العلم والدرس والتأليف لمراجعة كتابيه الموسوعيين “موسوعة الحديث النبوي” و”المؤلفون في السنة والسيرة”.
لكن مندوب توصيل لديه مطالبات مالية في بلده أنهى الحياة الآمنة لهذه الأسرة الصغيرة، حيث استغل معرفته السابقة بالشيخ القعيد ووجوده وزوجته بمفردهما في منزلهما بمدينة الظهران، فغدر بعهد الأمان الذي أعطاه إيّاه الشيخ الثمانيني، بصفته يعمل مندوب توصيل في أحد الأسواق القريبة، فاقتحم المنزل وبادرهما بطعنات غادرة أودت بحياة الشيخ قاضي وكادت زوجته تلحق به أيضاً لولا العناية الإلهية، وذلك للاستيلاء على مبلغ زهيد 3 آلاف ريال بغير وجه حق.
الجاني لم يراعِ حرمة البيوت ولم يرأف بكبر سنّ الزوجين، فقام بتسديد 16 طعنة للمجني عليه الدكتور عبدالملك قاضي، ولم يكتفِ بذلك بل شرع في ضرب وطعن زوجته قاصدًا قتلها.
وأعلنت شرطة المنطقة الشرقية في الخامس من يونيو الماضي القبض على الجاني، موضحةً أن إجراءات الاستدلال كشفت عن وجود تعامل سابق بين الجاني والمجني عليه، وتبيّن أن دوافع الجريمة تعود إلى محاولة السرقة، نتيجة وجود مطالبات مالية على الجاني في بلده، وإيقافه، وإحالته إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.
ولم يمر سوى 42 يوماً فقط حتى تم القصاص الناجز، وقطَعَ سيف العدالة رقبة ذلك الجاني الذي تجرّد من كل مشاعر الرحمة والإنسانية، ونفذت وزارة الداخلية حكم القتل تعزيراً بالجاني وهو مقيم مصري يدعى محمود المنتصر أحمد يوسف اليوم (الخميس) في المنطقة الشرقية. وفق “أخبار 24”.
وأوضحت الوزارة أن الجاني طعن المجني عليه بالسكين 16 طعنة، وذلك بالتخطيط المسبق وتبييت النية بالاعتداء على حرمة المنزل والدخول عنوة بدفع الباب بقوة، والشروع في قتل زوجة المجني عليه، المواطنة عدلة بنت حامد مارديني بالاعتداء عليها بالضرب والطعن؛ مما تسبب لها بعدة إصابات قاصدًا إزهاق النفس المعصومة.
وأوضح بيان الوزارة أنه نظراً لبشاعة وفظاعة ما أقدم عليه من جرمٍ عظيمٍ وعملٍ محرمٍ، يعد من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم، ولتأصل الشر والإجرام في نفسه وخطورته، ولما في فعله الجاني من جرأة على الدماء وإخلال بالأمن وترويع الآمنين في أنفسهم وأموالهم، واستهتاره واستهانته بالحرمات بعد تبييت النية وتكرار الطعنات مما يستدعي عقوبة قاطعة للشر زاجرة عنه، فقد تم الحكم عليه بالقتل تعزيرًا،
هكذا أنهى القضاء الناجز والعقاب الزاجر هذه الجريمة المروعة التي هزّت مدينة الظهران خصوصاً والمملكة العربية السعودية عموماً، ووصل صداها إلى خارج المملكة؛ نظراً لبشاعة وفظاعة ما أقدم عليه الجاني من جرمٍ عظيمٍ، يُثبت جرأته على الدماء وتأصُّل الشرّ في نفسه، وإخلاله بأمن المجتمع الذي كان يعيش فيه بأمان واطمئنان.