انتهت دراسة فقهية إلى أن الأصل عدم مشروعية زرع الشريحة الإلكترونية في الجسد بهدف إطالة العمر وتثبيط الشيخوخة لأن ذلك بيد الله تعالى وحده والآجال مكتوبة في اللوح المحفوظ.
وأوضحت دراسة نشرتها مجلة الدراسات الطبية والفقهية بجامعة الإمام محمد بن سعود بعنوان “الحكم الفقهي لوضع الشرائح الإلكترونية المزودة بتقنية الذكاء الاصطناعي في جسد الإنسان” أنه مهما زاد اهتمام الطب بإيجاد حلول لتأخير الشيخوخة ومكافحة أسبابها بالعلاج والعمل على تمديد عمر الإنسان – إن تمكن منه الطب – سيكون هذا من قدر الله، لما ورد عن أبي خزامة بن يعمر أنه (أتى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، أرأيت دواء نتداوى به، ورقى نسترقي بها، وتقى نتقيها ، هل يردُّ ذلك من قدر الله شيئًا؟ فقال: ذلك من قدر الله). وفق “أخبار 24”.
وأبانت الدراسة في مسألة الحكم الفقهي لزرع الشريحة الإكترونية لهدف علاجي، أن الأصل مشروعية جميع الشرائح العلاجية التي تزرع في جسد الإنسان بهدف علاج مرض فيه أو مقاومة إعاقة أو تصحيح عيب بالبدن وإعادته إلى الحالة الطبيعية أو ما دونها، ما دامت تحقق المقصد العلاجي.
وفي مسألة زرع الشريحة الإلكترونية لهدف تحسيني أو تجميلي قالت الدراسة إن العلماء اختلفوا في هذه المسألة على ثلاثة أقوال:
– القول الأول: جواز إجراء هذه العمليات إذا كانت محققة لمصلحة.
– القول الثاني: عدم جواز إجراء هذه العمليات؛ لأنها لا تشتمل على دوافع ضرورية أو حاجية، بل هو تغيير لخلق الله تعالى.
– القول الثالث: جواز إجراء هذه العمليات مطلقاً.
وأشارت الدراسة إلى أنه وبعد عرض أقوال العلماء وأدلتهم، يظهر أن الراجح – والله أعلم – مـا ذهـب إليه أصحاب القول الأول بجواز هذه الجراحة إن كان فيها مصلحة للمريض، أي أن يكون ذلك للمصلحة، ويقرر هذه المصلحة الفقيه المجتهد، ومن يوثق بـه مـن الأطباء، ومن له الخبرة بهذه الأمور، مع مراعاة الشروط والضوابط الأخلاقية والطبية عند إجراء هذه العمليات، وبناء على القول الراجح في المسألة السابقة فإنه يجوز زرع الشريحة الإلكترونية لهدف تحسيني أو تجميلي إذا كانت هناك مصلحة من زرعها.