قال إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ د. صالح بن حميد، خلال خطبة عرفة بمسجد نمرة، إنه يجب الالتزام بالأنظمة والتعليمات والتوجيهات المنظمة للحج، وهو جزء من تحقيق مقاصد الشريعة، ويُعدُّ واجبًا دينيًّا وأخلاقيًّا وسلوكًا حضاريًّا يُعبّر عن روح التعاون والانضباط، وسهولة أداء المناسك دون عناء أو مشقة.
وأضاف أن ما توليه قيادة المملكة من عناية واهتمام بالغين بعمارة الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة، وما تقدمه لحجاج بيت الله الحرام ممثلة في أجهزتها الخدمية والأمنية من رعاية وعناية فائقين؛ مكّن لهم أداء مناسكهم وشعائرهم بأمن وطمأنينة ويسر.
جاء ذلك في خطبة عرفة التي ألقاها اليوم بمسجد نمرة، وتقدم المصلين فيها نائب أمير منطقة مكة المكرمة نائب رئيس لجنة الحج المركزية الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز، ومفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، ووزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ د. عبداللطيف آل الشيخ، ووزير الحج والعمرة د. توفيق الربيعة، وفق “أخبار 24”.
ودعا خطيب عرفة الحجاج وجموع المسلمين إلى تقوى الله عز وجل وصولا إلى العاقبة الحميدة والفوز في الدنيا والآخرة، كما حث حجاج بيت الله الحرام على اغتنام الفضل العظيم خلال وقوفهم بمشعر عرفات، والإكثار من الثناء على الله وذكره وشكره، والاجتهاد في الدعاء فيوم عرفة من مواطن إجابة الدعاء.
وخاطب حجاج بيت الله قائلا: يومكم هذا يوم فاضل يعتق الله فيه الرقاب من النار، ويدنو فيباهي الملائكة بأهل الموقف فأكثروا من الثناء على الله وذكره ودعائه سبحانه فإنه من مواطن إجابة الدعاء.
وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن يوم عرفة هو يوم عظيم يجتمع فيه المسلمون على صعيد واحد، وتتراءى فيه معاني الإيمان والتقوى في أبهى صورها، إذّ يُستدعى إلى الأذهان جوهر الدين، وأركانه، ومراتبه، وما ينبغي أن يتحلى به المسلم من صفات العبودية الخالصة لله تعالى، حاثًا الحجيج على الإكثار من الثناء على الله، وذكره، ودعائه في هذا اليوم الذي يُعدُّ موطنًا لإجابة الدعاء ومضاعفة الحسنات.
وحث المسلمين على التعاون على البر وعلى تقوى الله بفعل أوامره وترك مناهيه فإن الله يحب المتقين وجعل العاقبة للتقوى.
وأشار إلى أن صلة الأرحام وبر الوالدين وقول الصدق وطيب اللفظ والوفاء بالعقود والعهود وحسن الأخلاق من الإيمان وكذلك الصبر على البلاء والشكر عند النعماء والاستغفار والتوبة إلى الله من الإيمان.
وتابع أن الإيمان بالله يتضمن الإيمان به ربا وخالقا ومدبرا وكذلك الإيمان بالملائكة الكرام من الإيمان، أما الإسلام فهو شهادة أن لا اله إلا والله وأن محمدا رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا.
ودعا خطيب عرفة، المولى تبارك وتعالى، بأن يوفق خادم الحرمين وولي العهد، كما دعا لأهل فلسطين قائلا: اللهم تول شأن إخواننا في فلسطين، اللهم أشبع جائعهم وآوِي مشردهم وآمن خائفهم واكفهم شر أعدائهم.