تُطلّ “قلعة هدية” شمال المدينة المنورة من موقع استراتيجي بين وادي الطبق ووادي خيبر، حيث تمثل إرثًا تاريخيًا يروي عبور قوافل الحجاج والتجار المتجهة من بلاد الشام إلى مكة المكرمة.
ويعود استخدام موقع “قلعة هدية” كمحطة للحجيج إلى العصر الإسلامي المتأخر، إذ لعب دورًا رئيسيًا في تأمين الطريق وتوفير الإمدادات للقوافل المتجهة إلى مكة المكرمة، مما جعله نقطة عبور رئيسية على هذا المسار التاريخي.
واختير موقع القلعة بعناية فائقة، حيث بُنيت قرب بركة لتجميع مياه الأمطار، ما جعلها مصدرًا هامًا لسقيا الحجاج فيما تضم القلعة أربعة أبراج دفاعية، لا يزال ثلاثة منها قائمة، بينما تأثّر البرج الرابع بعوامل الزمن.
وتبرز القلعة في مدونات الرحالة التاريخية، حيث وصف ابن بطوطة عام 726هـ، قربها من المدينة المنورة ودورها المحوري على الطريق بقوله “وهي حسيان ماء بوادٍ يحفرون به، فيخرج الماء، وفي اليوم الثالث ينزلون البلد المقدس الكريم الشريف”. وفق “أخبار 24”.
وأكد المؤرخ والباحث في التاريخ الإسلامي د. فؤاد المغامسي أهمية محطة “هدية”، الواقعة شمال المدينة المنورة بـ169 كيلومترًا، لدورها الاستراتيجي في عبور قوافل الحجيج والتجارة بين المدينة والعلا، مشيرًا إلى أن أهميتها تعززت مطلع القرن العشرين مع تدشين الخط الحديدي وإنشاء محطة رسمية ضمن المسار الحيوي.