وثّق الفنان التشكيلي السعودي إبراهيم الألمعي على مدى 33 عامًا، أكثر من 1200 نوع من خطوط وألوان “القط العسيري” من مواقعه الأصلية في قُرى شرق وغرب وشمال ووسط منطقة عسير.
وأكّد الفنان الألمعي أن جدوله الأسبوعي لم يخلُ من زيارات ميدانية في تلك المواقع للبحث عما تبقى من رسومات فنية أصيلة نقشتها أيادي النساء منذ أكثر من 7 عقود باحترافية وحس فني عالٍ على جدران البيوت الأثرية، والتي تهدم الكثير منها بفعل العوامل الجوية.
وأضاف أن أبرز مكونات القط العسيري، خطوط “الشَبكة” المتشابكة بلون واحد، تليها خطوط أخرى تدعى “الحِناش” لأنها مقتبسة من شكل الثعبان أو الحنش، ثم تأتي “الخَتمة” أو “الأختام” وهي بمثابة إقفال لنهاية الشكل الفني.
كما بيّن أن المعنى الحقيقي لكلمة “القط” هي الخطوط العرضية المتعددة التي تُرسم عادة أسفل اللوحة الأصلية التي تسمى “الكتبة” أو”النقش”، فيما يسمى في بعض القرى “الزيَان” أي تزيين البيت.
ولفت الفنان السعودي إلى أن رحلة البحث عن “القَط” وسط القرى التراثية لم تكن سهلة، بسبب تهدم أجزاء كبيرة من المنازل التي تحتوي نقوش القط المنفذة بالألوان التقليدية التي تُجلب من الطبيعة المحيطة، إضافة إلى خطر الثعابين والحشرات السامة في بعض المنازل. وفق “أخبار 24”.
وأشار إلى أن جميع القرى وفي جميع المحافظات احتوت على منازل مزينة بالرسومات التقليدية “القَط” أو”الكَتبة” أو”الزَيان”, وهي جميعها أسماء لأشكال الفن الذي تحول إلى أيقونة عالمية منذ تسجيله ضمن القائمة التمثيلية للتراث غير المادي في “اليونسكو” عام 2017 م.
