تعيش المملكة حقبة تحول استراتيجي غير مسبوق من خلال رؤية 2030، التي تعتبر رؤية وطنية طموحة رسمتها المملكة بقيادة الملهم الأول ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، لتحقيق تنويع اقتصادها، حيث تنفذ مجموعة واسعة من المشاريع الاستراتيجية التي تستند إلى مفاهيم التحول الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، بهدف تعزيز التنمية المستدامة.
المشاريع تغطي مجموعة واسعة من القطاعات الحيوية من بناء البنية التحتية الحديثة
وتتنوع المشاريع التي تنفذها المملكة، لتغطي مجموعة واسعة من القطاعات الحيوية، من بناء البنية التحتية الحديثة إلى تحسين نظام التعليم والرعاية الصحية، ومن تطوير الطاقة المتجددة إلى دعم الابتكار والريادة، حيث تسعى إلى تعزيز مكانتها على الساحة الدولية وتحقيق تنوع اقتصادي يجعلها أكثر تنافسية.
ويعكس هذا التحول الوطني جهود المملكة في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة حياة مواطنيها، بتركيزها على التحول الاقتصادي، وتعزيز الابتكار، وتطوير المهارات البشرية، وبناء مجتمع قوي ومستدام يعكس روح العصر ويسهم في تحقيق رؤيتها الطموحة للمستقبل.
القدية
يعتبر مشروع “القدية” واحدًا من المشاريع الرئيسية ضمن رؤية المملكة 2030، ويهدف إلى تطوير منطقة القدية لتكون مركزًا حضريًا حديثًا ومتقدمًا، حيث تم تحديدها كمنطقة مستقبلية للتطوير الحضري وتعزيز البنية التحتية، وتمثل البداية الرسمية لتحويل المنطقة إلى مركز حيوي يجمع بين السكن والأعمال والترفيه، وتعكس التزام المملكة بتعزيز التنمية المستدامة.
وشهد مشروع القدية خلال الفترة الأخيرة تقدمًا ملحوظًا في أعمال البنية التحتية والإنشاءات، حيث تم الانتهاء من جزء كبير من الطرق الرئيسية والمرافق الأساسية، إلى جانب بدء تنفيذ عدد من المناطق الترفيهية والرياضية الكبرى، من بينها مدينة الألعاب “سيكس فلاجز القدية” والذي أنجز منه ما يقارب 87% ومتنزه أكواربيا الذي تحقق بنسبة 81%.
مشروع البحر الأحمر يوقع أكثر من 500 عقد تجاوزت قيمتها 7.5 مليار ريال مع شركات محلية وعالمية
البحر الأحمر
تعكس مشاريع البحر الأحمر في المملكة التزامها بتحقيق الرؤية وتنمية القطاعات المتنوعة، وذلك من خلال استغلال الإمكانيات الفريدة للمنطقة الساحلية على البحر، لتعزيز قطاعات الصناعات البحرية والسياحة البحرية، والتي تسهم في تعزيز الاقتصاد وتوفير فرص عمل للشباب السعودي، وتعكس هذه المشروعات التزام المملكة بتحويل الاقتصاد الوطني والتحول نحو مستقبل أكثر تنوعًا واستدامة.
وحقق مشروع البحر الأحمر تقدمًا كبيرًا مؤخرًا، مع توقيع أكثر من 500 عقد تجاوزت قيمتها 7.5 مليار ريال مع شركات محلية وعالمية، ومن المقرر أن تضم الوجهة عند إنجاز جميع مراحلها عام 2030، 50 منتجعًا توفر 8 آلاف غرفة فندقية بالإضافة إلى أكثر من ألف عقار سكني، ويصل إلى مطار البحر لأحمر الدولي سنوياً 10 مليون ضيف.
نيوم
يمثل المشروع مبادرة رؤية المملكة 2030، وهو مشروع ذكي ومتقدم يتمتع بتصميم مستدام على طول الساحل البحري للبحر الأحمر، ويهدف إلى خلق مجتمع مستقبلي متقدم يجمع بين الحداثة والاستدامة والابتكار، وجذب الاستثمارات الوطنية والدولية، وتحقيق التنمية المستدامة، ويسهم هذا المشروع بتحقيق التنوع الاقتصادي والارتقاء بجودة الحياة للمواطنين، ويعزز مكانة المملكة على الساحة الدولية كوجهة استثمار وسياحة متقدمة.
حيث تم توقيع اتفاقية شراكة مع شركة “داتاڤولت” السعودية لإنشاء مصنع ضخم للذكاء الاصطناعي بقدرة 1.5 غيغاواط، وذلك ضمن منطقة “أوكساچون” الصناعية، كما تم الإعلان عن خطط لتطوير ميناء بقيمة 2 مليار دولار، مع توقع اكتمال أول محطة حاويات متقدمة بحلول عام 2025. بالإضافة إلى ذلك، يُتوقع بدء تشغيل أكبر مصنع للهيدروجين الأخضر في العالم في نيوم عام 2026، مما يعزز التزام المشروع بالاستدامة والابتكار.
“ذا لاين”
يتميز مشروع ذا لاين بتصميم رائد وفريد، حيث يتم تخصيص حيز حضري يقدر بنحو 170 كيلومترًا مربعًا لإنشاء مدينة مستقبلية مستدامة على شكل خط طولي يمتد عبر الصحراء، كما يوفر بنية تحتية تكنولوجية متقدمة تتيح استخدام الذكاء الصناعي والإنترنت السريع، مما يسهم في توفير حلول ذكية للنقل والطاقة والخدمات العامة، ويهدف إلى جذب السياحة وتسهيل حياة السكان والمقيمين فيها من خلال توفير بنية تحتية تكنولوجية متطورة تحقق الراحة والكفاءة.
وأحرز المشروع تقدمًا ملحوظًا في تنفيذ المرحلة الأولى من المخطط الرئيسي، حيث تم تعيين ثلاثة شركاء عالميين للإسراع في إنجاز هذه المرحلة. تتضمن الأعمال الحالية تنفيذ البنية التحتية والتمهيدية، مع التركيز على تطوير ناطحات سحاب مكسوة بالمرايا.
جزيرة سندالة
تعد أولى وجهات نيوم للسياحة البحرية الفاخرة، وأحد أهمّ المشاريع الداعمة للاستراتيجية الوطنية للسياحة، وتم تصميم الجزيرة لتكون البوابة الرئيسية للرحلات البحرية في البحر الأحمر، ولتقديم واحدة من أهم التجارب العالمية في الضيافة والترفيه، ومن المتوقع أن تبدأ الجزيرة في استقبال الزائرين مطلع عام 2024م.
وافتتحت الجزيرة أولى وجهات نيوم للسياحة البحرية الفاخرة على البحر الأحمر، في أكتوبر 2024، وتم تنفيذ المشروع بمشاركة نحو 30,000 عامل، ويضم مرسىً يستوعب 86 يختًا، بالإضافة إلى 440 غرفة فندقية، 88 فيلا، و218 شقة فاخرة، مع توقع استقبال 2,400 زائر يوميًا بحلول عام 2028.
تطوير أكبر داون تاون ليكون حدثا عالميا في مدينة الرياض
المربع الجديد “داون تاون”
يهدف المشروع إلى تطوير أكبر داون تاون ليكون حدثا عالميا في مدينة الرياض، ويضم المشروع متحفاً مبتكراً، وجامعة متخصصة في التقنية والتصميم، ومسرحاً متكاملاً متعدد الاستخدامات، وأكثر من 80 منطقة للعروض الحية والترفيهية، ويوفر 104 آلاف وحدة سكنية، و9 آلاف وحدة ضيافة، ومساحات تجارية تمتد لأكثر من 980 ألف متر مربع.
وحقق المشروع نحو 86% من أعمال الحفر في موقع المعلم الأيقوني “المكعب”، مع نقل نحو عشرة ملايين متر مكعب من التربة، وتسجيل نحو ثلاثة ملايين ساعة عمل خالية من الحوادث. يُتوقع أن يسهم المشروع في دعم الناتج المحلي غير النفطي بما يصل إلى 180 مليار ريال، واستحداث 334 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، مما يعزز مكانة الرياض كمدينة حديثة ومستدامة.
تطوير وادي أبها
مشروع تطوير واجهة “الوادي” ليكون مركزاً حضرياً ووجهة سياحية جاذبة للزوار محلياً وعالمياً، وذلك بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية، وسيعتمد المشروع، الذي يمتد على مساحة تبلغ 2.5 مليون متر مربع، الطابع الهندسي والعمراني المستوحى من تراث منطقة عسير وتاريخها العريق، حيث سيراعي المشروع معايير الاستدامة، ورفع مستوى جودة الحياة، عبر توفير أكثر من 30 بالمئة من مساحة المشروع كمساحات خضراء مفتوحة.
وأُطلقت شركة “أردارا” بهدف تطوير مشروع “وادي أبها”، ليكون مركزًا حضريًا ووجهة سياحية جاذبة للزوار محليًا وعالميًا، تماشيًا مع رؤية السعودية 2030. في أكتوبر 2024، بدأت الشركة أعمال التهيئة والبناء للمشروع، بما في ذلك تجهيز المنطقة المحيطة بالوادي ونقل الخدمات الأساسية، مع التأكيد على تقليل التأثير على الحياة اليومية للسكان والزوار. وفي يناير 2025، وقّعت “أردارا” اتفاقيات مع شركتي “بارسونز” و”OBMI” لتأهيل وتطوير المشروع، مما يُعد خطوة استراتيجية نحو تحقيق رؤية شاملة لتطوير وجهة متكاملة ومستدامة.
توسعة مسجد قباء
أطلق ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، أكبر توسعة في تاريخ مسجد قباء منذ تأسيسه في السنة الأولى للهجرة، موجّهًا بتسمية المشروع باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وتهدف التوسعة إلى تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 ضمن برنامجي خدمة ضيوف الرحمن وجودة الحياة، عبر تعزيز تجربة الزائر روحانيًا وثقافيًا، وتوسعة المسجد وتطوير 57 موقعًا تاريخيًا.
ويتضمن المشروع تحسين البنية التحتية وشبكات الطرق والمواصلات، ورفع كفاءة المسجد بمنظومة خدمات متكاملة تضمن سهولة الوصول وسلامة الزوار، إلى جانب دعم الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص استثمارية ووظائف جديدة، بما يعزز مكانة المدينة المنورة كمركز حضاري وروحي بارز.
حديقة الملك سلمان تُعد أكبر حديقة حضرية في العالم وتوفر مجموعة واسعة من الأنشطة والتجارب الثقافية
حديقة الملك سلمان
تتوسط حديقة الملك سلمان قلب مدينة الرياض وتُعد أكبر حديقة حضرية في العالم، حيث تم إطلاقها عام 2019 بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وتوفر الحديقة مجموعة واسعة من الأنشطة والتجارب الثقافية والفنية والترفيهية، مما يجعلها وجهة جاذبة للسكان والزوار من جميع الأعمار.
يمتد المشروع على مساحات خضراء شاسعة تُستخدم لاستضافة فعاليات رياضية وثقافية، ويضم مكونات متنوعة مثل حديقة على الطراز الإسلامي، وحدائق عمودية، ومحمية للطيور والفراشات. كما يراعي التصميم مبادئ الاستدامة البيئية وزيادة الغطاء النباتي، في انسجام مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 لتعزيز جودة الحياة وتحويل المدن السعودية إلى وجهات عالمية متميزة.
المربع الجديد
يُعد مشروع المربع الجديد أحد أبرز مشاريع رؤية السعودية 2030، حيث أُطلق عام 2023 على يد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ليُعيد تعريف أفق مدينة الرياض عبر منطقة حضرية حديثة تمتد على مساحة 19 كيلومترًا مربعًا. ويهدف المشروع إلى تقديم تجربة متكاملة في السكن والعمل والترفيه، من خلال تطوير أكثر من 25 مليون متر مربع تضم وحدات سكنية وفنادق ومساحات تجارية ومراكز ترفيهية ومرافق مجتمعية، إلى جانب نظام نقل داخلي متكامل.
في قلب المشروع يقع برج “المكعب”، الذي يُعد أكبر هيكل مبني من نوعه في العالم، بتصميم مستوحى من الطراز النجدي، وبتقنيات مجسمة مبتكرة تقدم تجربة عصرية فريدة. سيكون “المكعب” وجهة متعددة الاستخدامات تشمل خيارات تجارية وثقافية وسياحية، مما يجعل مشروع المربع الجديد علامة فارقة في التنمية الحضرية ويعزز من مكانة الرياض كمدينة عالمية حديثة.
روشن
تُعد مجموعة روشن، إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة، من أبرز المطورين العقاريين في المملكة، حيث تعمل على تطوير مجتمعات سكنية متكاملة في مختلف المناطق، بهدف رفع نسبة تملّك الأسر السعودية للمنازل إلى 70% بحلول 2030. وتُسهم مشاريعها في تعزيز جودة الحياة من خلال بنى تحتية متقدمة، ومرافق حيوية خضراء، ودعم مبادرات ثقافية واجتماعية وبيئية.
تضم محفظة روشن مشاريع متنوعة تشمل وحدات سكنية وتجارية، ومرافق تعليمية وصحية ورياضية، إلى جانب استثمارات في قطاعات مثل النقل والتجزئة والرياضة، منها “واجهة روشن” التجارية و”استاد روشن” في الرياض و”ملعب أرامكو” في الخبر. وتُمثل هذه المشاريع رافدًا مهمًا لتنويع الاقتصاد، وتمكين القطاع الخاص، ورفع مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي.
المسار الرياضي
يُعد المسار الرياضي من أبرز مشاريع رؤية السعودية 2030، حيث أُطلق عام 2019 بهدف تشجيع سكان وزوار مدينة الرياض على تبنّي نمط حياة صحي، من خلال ممارسة أنشطة مثل المشي وركوب الدراجات والخيول، إلى جانب الفعاليات الثقافية والفنية والترفيهية، ما يعزز من جودة الحياة ويحول الرياض إلى مدينة أكثر حيوية واستدامة.
يمتد المشروع على أكثر من 135 كلم، من وادي حنيفة غربًا إلى وادي السلي شرقًا عبر طريق الأمير محمد بن سلمان، ليُصنف كأكبر متنزه طولي في العالم. ويضم مسارات مخصصة للمشاة والدراجات والخيول، إلى جانب مرافق رياضية وواجهات عمرانية موحدة، ما يجعله معلمًا حضريًا متكاملاً يربط بين الرياضة والثقافة والبيئة.
جدة التاريخية
تحكي جدة التاريخية قصة تحوّل ملهمة من قرية صغيرة على ضفاف البحر الأحمر إلى بوابة رئيسية لاستقبال الحجاج ومركز تجاري على طريق الحرير، وتضم أكثر من 600 مبنى تاريخي بهندسة معمارية فريدة تعكس التكيّف مع البيئة المحلية، وقد أدرجتها اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي.
ويعمل برنامج جدة التاريخية بإشراف وزارة الثقافة على إعادة إحياء المنطقة وتحويلها إلى منارة عالمية للثقافة والفنون، من خلال مشاريع تنموية مستدامة تركز على استثمار التراث، وتحفيز الفرص الاقتصادية والمجتمعية، بما يعزز مكانتها كوجهة تراثية وسياحية بارزة.
تحويل الدرعية التاريخية، مهد الدولة السعودية الأولى، إلى وجهة عالمية تعكس التراث الوطني السعودي
بوابة الدرعية
يُعد مشروع الدرعية أحد أبرز مشاريع المملكة الثقافية والسياحية، ويهدف إلى تحويل منطقة الدرعية التاريخية، مهد الدولة السعودية الأولى، إلى وجهة عالمية تعكس التراث الوطني السعودي. يركّز المشروع على تطوير حي الطريف المُدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، إلى جانب إنشاء وجهات سياحية وثقافية وفنادق فاخرة ومطاعم ومعارض، في إطار يعزز الهوية السعودية ويجسد قيمها الأصيلة، ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030 لجعل الدرعية رمزًا للفخر الوطني ومنارة تراثية عالمية.
وبلغت قيمة مشروع الدرعية أكثر من 236 مليار ريال سعودي، لتوفر فرصًا فريدة للسياحة والسكن والعمل والتسوق وتناول الطعام، والاحتفاء بالتراث السعودي الأصيل والثقافة الغنية، بعدما تم تصميمها لتكون معلمًا حضاريًا وتراثيًا مستدمًا، وتركز مبادرات الدرعية على المحافظة على المياه، وكفاءة الطاقة، والصحة، وحماية الثقافة والتراث، والصمود أمام تغير المناخ، حيث يستطيع روادها المشي على أقدامهم بنسبة 100% من مساحتها، مما يعزز صحة السكان، ووصلت عدد الزيارات لها في نهاية عام 2024 إلى 3 ملايين زيارة. وفق “أخبار 24”.
العلا
تُعد العلا تحفة طبيعية وتراثية نادرة، تتميز بتكويناتها الصخرية الفريدة ومعالمها التاريخية، وتحتضن أول موقع سعودي مُدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، إلى جانب مدن أثرية مثل الحِجر ودادان، التي يعود تاريخها لأكثر من 200 ألف عام.
وتقود الهيئة الملكية لمحافظة العلا جهودًا تنموية مستدامة تعزز من مكانة العلا كوجهة عالمية للسياحة الثقافية والتراثية، من خلال مشاريع في مجالات الآثار والتعليم والفنون، مع الحفاظ على طابعها التاريخي والبيئي الفريد.
