لم يعد الإعلام الرياضي مجرد ناقل للأحداث والنتائج، بل أصبح صناعة قائمة بذاتها، تُسهم في تعزيز شعبية الرياضات، ورفع قيمة البطولات، وجذب الاستثمارات العالمية. ومع تطور التقنيات الرقمية لم يعد الجمهور يعتمد فقط على الصحافة التقليدية والتلفاز لمتابعة الأحداث الرياضية، بل أصبح هناك حضور مميز لمنصات التواصل الاجتماعي، وخدمات البث المباشر، وتحليلات البيانات، والتي أضحت جزءًا أساسًا من التجربة الرياضية الحديثة.
الإعلام الرياضي في المنتدى السعودي للإعلام
في نسخته الرابعة، يسلط المنتدى السعودي للإعلام؛ الضوء على التحولات الكبرى التي يشهدها الإعلام الرياضي، وذلك من خلال مشاركة نخبة من أبرز الشخصيات المتخصصة في المجال، حيث يأتي على رأس المشاركين سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، الذي يناقش دور الرياضة في دعم الاقتصاد السعودي من خلال استعراض المشاريع الكبرى، والتحضيرات لكأس العالم 2034، وآفاق الاستثمار في القطاعات الرياضية الجديدة، وملامح نضج صناعة الرياضة ومأسستها لتعزيز مكانة المملكة كوجهة رياضية عالمية.
كما يشارك في المنتدى؛ مجموعة من كبار الصحفيين والمحللين الرياضيين، إلى جانب ممثلين عن كبرى المؤسسات الإعلامية العالمية، يأتي في مقدمتهم الصحفي الرياضي الإيطالي الشهير فابريزيو رومانو، الذي يعد مصدراً للأخبار الرياضية المتعلقة بعالم كرة القدم، مما يعكس حجم الاهتمام العالمي بقطاع الإعلام الرياضي، ودوره المتنامي في الصناعة الإعلامية.
كيف يسهم الإعلام الرياضي في توسيع شعبية الرياضات؟
الإحصائيات العالمية؛ تؤكد أن الإعلام الرياضي أصبح أحد العوامل الأساس في زيادة شعبية الرياضات المختلفة، فبحسب دراسة نشرتها “Statista”، فإن عدد مشجعي كرة القدم حول العالم يتجاوز 3.5 مليار شخص، وهو ما يجعلها الرياضة الأكثر متابعة عالميًا، وتحتل كرة السلة المرتبة الثانية بأكثر من 2.4 مليار مشجع، بينما تتزايد شعبية الرياضات الناشئة مثل الرياضات الإلكترونية، التي قُدّرت قيمة سوقها عالميًا بنحو 1.38 مليار دولار في 2022، ومن المتوقع أن تصل إلى 1.87 مليار دولار بحلول 2025.
هذا النمو المتسارع؛ لم يكن ليتحقق لولا الدور الكبير للإعلام الرقمي، الذي وفر محتوى متنوع يتناسب مع مختلف فئات الجماهير، فقد أصبح البث المباشر، والتحليلات الفورية، والتفاعل اللحظي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من العوامل التي تُسهم في زيادة نسبة المشاهدة والتفاعل مع الأحداث الرياضية، فعلى سبيل المثال، حصدت مباراة نهائي كأس العالم 2022م بين الأرجنتين وفرنسا؛ أكثر من 1.5 مليار مشاهدة، وذلك بفضل النقل المباشر والتغطية الإعلامية الموسعة عبر المنصات الرقمية.
الرياضة والاقتصاد الإعلامي.. علاقة تكاملية
الإعلام الرياضي؛ يعد أحد أكبر القطاعات المساهمة في الاقتصاد الإعلامي العالمي، حيث تقدر قيمة سوق حقوق البث الرياضي عالميًا بنحو 55 مليار دولار سنويًا، مع توقعات بأن تصل إلى 85 مليار دولار بحلول 2026م، وفقًا لتقارير PwC، وتتصدر شركات الإعلام الرقمي مثل Amazon وNetflix وApple السباق للحصول على حقوق البث، مما يعكس التحولات التي يشهدها القطاع، من الاعتماد على التلفاز التقليدي إلى المنصات الرقمية.
كما أصبحت الأندية والاتحادات الرياضية، تعتمد بشكل متزايد على الإعلام الرقمي كمصدر رئيس للدخل، حيث تحقق الأندية الأوروبية الكبرى مثل ريال مدريد ومانشستر يونايتد وبرشلونة، أرباحًا ضخمة من حقوق البث والتفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت منصة رئيسة لجذب الرعاة والإعلانات.
“المنتدى”.. منصة لتعزيز دور الإعلام الرياضي
يأتي المنتدى السعودي للإعلام؛ ليؤكد دوره كمنصة عالمية تجمع بين الخبراء وصناع القرار، لمناقشة مستقبل الإعلام الرياضي، وكيفية استثماره كأداة اقتصادية وثقافية تعزز من قيمة الرياضة عالميًا، فمن خلال النقاشات والجلسات الحوارية المخصصة للرياضة، يسعى المنتدى إلى تطوير معايير جديدة للإعلام الرياضي، تضمن تقديم محتوى يجمع بين الدقة والتفاعل، ويعزز من قدرته على التأثير في المشهد الرياضي العالمي.
وفي ظل هذه التحولات، يظل الإعلام الرياضي قوة مؤثرة تمتد آثارها إلى أبعد من الملاعب، لتصبح عنصرًا أساسًا في صناعة الرياضة، واستقطاب الاستثمارات، وبناء جسور تواصل بين الجماهير والرياضيين، مما يجعل العلاقة بين الإعلام والرياضة أكثر تكاملًا وتأثيرًا من أي وقت مضى. وفق “أخبار 24”.
