تشكلت علاقة الإبل بأبناء المملكة منذ زمن بعيد فأخذت طابع الأبدية التي خلدتها النقوش الصخرية، حيث توارثت الأجيال جيل بعد آخر، وهو ما يظهر من اكنشافات أثرية على صخور جبال العُلا وغيرها من المواقع عبر مجموعات كبيرة من النقوش والرسومات المتنوعة.
وتعتبر النقوش الموجودة شاهداً ثقافياً وتاريخياً يبرهن على أهمية الإبل في حياة الأجداد، حيث كان سكان المملكة يرمزون لملكية إبلهم ومواشيهم بـ “الوسم”، وهو عبارة عن رمز أو علامة بأشكال وأحجام مختلفة عن طريق الكي أو القطع بهدف تحديد ملكيتها.
وتُعد الإبل رمزاً للصمود والقوة والرفيق الوفي في الصحاري والقفار، إلى جانب قيمتها التجارية والاقتصادية والغذائية والاستئناس بها والانتفاع من لحومها ووبرها، حيث تجتمع فيها مزايا اقتصادية عدة.
وتنقسم أشهر سلالات الإبل التي تتواجد في المملكة “المجاهيم”، و”المغاتير”، وفئة “الحُمر”، حيث تعرف المجاهيم من الإبل بأنها الأكثر انتشارًا في وسط وجنوب المملكة، وهي الإبل الملحاء شديدة السواد، وتتميز بإدرارها الحليب وكبر حجمها، بينما تنتشر المغاتير في شمال المملكة، وأما فئة الحُمر وهي متوسطة الحجم وتنقسم إلى سلالات ثانوية أيضاً. وفق “أخبار 24”.
وفي إطار الحفاظ على هذا الموروث الأصيل أطلقت المملكة عدة مبادرات وبذلت جهودًا بارزة، لكون الإبل جزءًا مهمًا من الهوية الثقافية الوطنية؛ إذ أسست مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، كما تم إنشاء نوادٍ ومراكز متخصصة لدعم مربي الإبل مثل نادي الإبل، كما كان للمملكة على الصعيد الدولي عديد من المشاركات وبينها تنظيم معرض “موكب الهجن أبطال الصحاري والمرتفعات تغذية للناس والثقافات”.
