اختتم المؤتمر الوزاري العالمي الرابع رفيع المستوى حول مقاومة مضادات الميكروبات (AMR)، الذي استضافته المملكة في جدة خلال الفترة من 14 إلى 16 نوفمبر 2024، بإصدار “إعلان جدة”، الذي يمثل خطوة محورية لتكثيف الجهود الدولية لمواجهة مقاومة مضادات الميكروبات، التي تُعد تهديداً خطيراً للصحة العامة والأمن الغذائي والتنمية المستدامة.
وأكد وزير الصحة فهد الجلاجل، في كلمته خلال الإعلان أن الوقت قد حان لتطبيق الالتزامات على أرض الواقع، مشيراً إلى أن إعلان جدة سيعزز الأجندة العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات من خلال إجراءات مؤثرة تسهم في تحفيز العمل للأعوام المقبلة. وبيّن أن الإعلان يشكل برنامجاً طموحاً يستند إلى قرارات الأمم المتحدة، بما يتيح للدول الأعضاء والهيئات الدولية اتخاذ خطوات فعالة وجادة لمواجهة هذه الظاهرة.
وأوضح متحدث وزارة الصحة د. محمد العبدالعالي، لـ”أخبار 24″ أن المؤتمر اختُتم بالتوافق بين جميع الدول الأعضاء والمنظمات المشاركة على مجموعة من الأعمال الختامية، أبرزها الالتزامات الـ16. وأكد أن المملكة ستستمر في دعم الجهود الدولية لمواجهة تحديات مقاومة مضادات الميكروبات.
وشهد المؤتمر، الذي أقيم تحت شعار “من البيان إلى التطبيق”، مشاركة وزراء وخبراء من قطاعات الصحة والبيئة والزراعة يمثلون 57 دولة، إلى جانب 450 مشاركاً من منظمات الأمم المتحدة؛ بهدف مناقشة الخطوات العملية للتصدي لمقاومة مضادات الميكروبات.
واستند إعلان جدة إلى الإعلان الدولي بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، الصادر عن اجتماع الأمم المتحدة رفيع المستوى في الجمعية العامة الـ79 في سبتمبر 2024، مع التركيز على ترجمة الإرادة الدولية إلى خطوات عملية تشمل تعزيز الحوكمة، وتحسين آليات المراقبة والإشراف، وبناء القدرات، وتشجيع البحث والابتكار، وزيادة الوعي العام من خلال المبادرات التعليمية، إضافة إلى تعزيز التعاون الدولي مع المنظمات الرباعية (منظمة الأغذية والزراعة، برنامج الأمم المتحدة للبيئة، منظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان).
وأعلن الوزير الجلاجل عن مبادرتين رئيسيتين تمثلان التزام المملكة بمواجهة مقاومة مضادات الميكروبات، هما إنشاء مركز تعلم الصحة الواحدة لمقاومة مضادات الميكروبات، ومركز إقليمي للوصول إلى المضادات الحيوية والخدمات اللوجستية.
وتهدف هذه المراكز إلى تعزيز التعاون الدولي وتحسين الوصول إلى المضادات الحيوية الأساسية والتشخيص، كما أعلن عن إطلاق جسر التقنيات الحيوية لدعم البحث والتطوير والابتكار في الحلول البيوتكنولوجية لمواجهة مقاومة مضادات الميكروبات.
واقترح الجلاجل تبني نظام “الترويكا”، الذي يقوم على التعاون بين الدول المستضيفة السابقة والحالية والمستقبلية، لضمان استمرارية العمل وتنفيذ الخطط المتفق عليها حتى انعقاد الاجتماع الوزاري الخامس في عام 2026.
وفي ختام المؤتمر، رحب الجلاجل بنيجيريا كمضيف للنسخة الخامسة من المؤتمر الوزاري العالمي، داعياً الدول الأعضاء إلى الالتزام بتعهداتها والعمل على تحقيق الأهداف الواردة في الإعلان السياسي للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات بحلول عام 2030.
