جذب جناح جدة التاريخية في النسخة الخامسة لمؤتمر ومعرض الحج؛ الزوّار نحو تجربةٍ فريدةٍ تُعيدهم قرونًا للوراء، إلى حيث كانت هذه المدينة الساحلية بوابة مكة المكرمة وموئل قوافل الحجاج القادمين من كثير من الدول.
تبدأ الحكاية عند باب البنط، الميناء القديم الذي كان أول ما يصل إليه الحجاج بعد رحلةٍ طويلةٍ عبر البحر الأحمر، من هناك ينطلقون في مسارٍ محاكٍ لطريق الحج التاريخي، يمرّ عبر سوق قابل وبيت نصيف ومساجدَ عتيقةٍ مثل المعمار وعثمان بن عفان، وصولًا إلى باب مكة، حيث كانت القلوب تفيض شوقًا لرؤية البيت الحرام.
وتُعرض في الجناح صور ووثائق نادرة، من بينها فيلم وثائقي تعود لقطاته لعام 1928م، يوثّق ملامح الحياة في جدة القديمة وشوارعها المزدحمة بالحركة والبضائع.
وترسِّخ هذه المشاركة، الدور التاريخي لجدة بوصفها مركزًا محوريًا للحجاج والتجار عبر القرون، وموقعًا تتقاطع فيه الثقافات والحضارات، فيما تسلط الضوء على جهود وزارة الثقافة لتطوير المنطقة وتحويلها إلى وجهةٍ سياحيةٍ حيّةٍ تعكس الإرث الثقافي والحضاري للمملكة.
ويُبرز الجناح المواقع الأثرية التي شكّلت ذاكرة المدينة، مثل بيت نصيف، الذي أقام فيه الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – عند دخوله جدة عام 1925م، وموقع الشونة الأثري، إلى جانب مساجدها العريقة كالمعمار وعثمان بن عفان والمغربي، التي لا تزال شاهدة على تسامح أهلها وعمقها الروحي.
وبأسلوبٍ تفاعلي؛ تسرد هذه التجربة، قصة الضيافة في جدة منذ أن جعلها الخليفة عثمان بن عفان الميناء الرئيس للحجاز، وحتى اليوم، لإحياء المنطقة وتحويلها إلى وجهةٍ ثقافيةٍ نابضةٍ بالحياة.
بهذا الحضور اللافت، تؤكد جدة التاريخية مكانتها كبوابةٍ للحرمين الشريفين وكنزٍ حضاريٍّ يعكس تواصل الماضي بالحاضر، في رحلةٍ تعيد إحياء ذاكرة الحجاج وتروي حكاية مدينةٍ ازدهرت بخدمة ضيوف الرحمن. وفق”أخبار 24″.
يُذكر أنّ النسخة الخامسة لمؤتمر ومعرض الحج، الذي تنظمه وزارة الحج والعمرة تحت شعار “من مكة إلى العالم”، بالشراكة مع برنامج خدمة ضيوف الرحمن (أحد برامج رؤية السعودية)؛ في “جدّة سوبردوم” بمحافظة جدّة، والتي اختتمت فعالياتها مساء اليوم الأربعاء 12 نوفمبر، تُقام على مساحة 60 ألف متر مربع، وتستقطب 225 متحدثًا محليًا ودوليًا، عبر أكثر من 80 جلسة حوارية، و60 ورشة عمل، بمشاركة 150 دولة ونحو 270 عارضًا من 18 قطاعًا، وحظيت بحضور أكثر من 160 ألف زائر، كما شهدت توقيع أكثر من 3 آلاف اتفاقية وشراكة استراتيجية، وتهدف إلى أن تكون منصة لبناء القدرات وتبادل الخبرات وتكامل الجهود على مدار العام.
