أظهرت الدراسات الحديثة أن الشعاب المرجانية في شمال البحر الأحمر تتمتع بقدرة فريدة على التكيّف مع التغيرات الحرارية، ما يجعلها من أكثر الشعاب مرونة في العالم أمام ظاهرة ابيضاض المرجان التي تُعد الخطر الأكبر على النظم البحرية.
وأكّدت دراسات صادرة عن المؤسسة العامة للمحافظة على الشعب المرجانية والسلاحف البحرية في البحر الأحمر “شمس”، أن هذه الشعاب تستطيع تحمّل ارتفاع درجات الحرارة فوق المعدلات المعتادة دون أن تُظهر مؤشرات ابيضاض واسعة.
ويحدث الابيضاض عادة عندما ترتفع حرارة المياه فجأة، مسببة توتراً للطحالب التكافلية المعروفة باسم “الزوزانتللا”، وهي كائنات دقيقة تعيش داخل أنسجة المرجان وتمنحه 90 % من لونه وغذائه، ومع تعرّضها للإجهاد الحراري، تغادر أنسجة المرجان، فيفقد الأخير لونه الزاهي ويتحوّل إلى اللون الأبيض. وفق “أخبار 24”.
وتسهم الطبيعة البيئية للبحر الأحمر في تعزيز هذه المقاومة، إذ تساعد الانخفاضات التدريجية في درجات الحرارة بعد موجات الحر على تعافي الشعاب وإعادة نشاطها الحيوي، وتعمل الجهات البحثية في المملكة والمنطقة على دراسة هذه الظاهرة الفريدة لفهم أسبابها الدقيقة واستثمارها في جهود حماية الشعاب المرجانية عالميًا.
