تتعاون شركة أرامكو السعودية مع شركة إنفيديا التكنولوجية العملاقة، في تجربة واحدة من أكبر أنظمة المحاكاة الحاسوبية الكمية في المنطقة، وهو “نظام المحاكاة الكمي الدمام7” (DMM7Q)، وذلك في إطار مشروع تعاوني طموح باستخدام حاسوب الدمام 7 العملاق، المُسرَّع بوحدات معالجة الرسوميات الخاصة بشركة إنفيديا.
وتعمل الشركة، من خلال المشروع التعاوني الذي نُفذ مع شركة إنفيديا مؤخرًا، على تسخير خوارزمية تسمى “خوارزمية هادامارد الكمية للتعرف على الحواف”، وهي خوارزمية مصممة خصيصًا للاستفادة من وحدات المعالجة الكمية المستقبلية لتوضيح التفاصيل بشكل أكبر في الصور الخاصة بباطن الأرض.
ويستعين المبتكرون في أرامكو السعودية بمنصة “إنفيديا كودا- كيو” لمحاكاة الحواسيب الكمية المستقبلية، حيث تتيح هذه المنصة إجراء عمليات حوسبية مُسرَّعة بوحدات معالجة الرسوميات، مما يسمح لهؤلاء المبتكرون بتطوير وتقييم خوارزميات كمية يمكن استخدامها في أغراض علوم الأرض. وفق “أخبار 24”.
كما تتيح المنصة لأرامكو التعرف على الطريقة التي سيتم بها تشغيل الخوارزميات الكمية الحقيقية على الأنظمة الحاسوبية الهجينة التي تستعمل كلًا من المعالجات التقليدية، مثل وحدات المعالجة المركزية ووحدات معالجة الرسوميات، والحواسيب الكمية، وذلك من خلال تبسيط توزيع المهام الحاسوبية بين وحدات المعالجة المختلفة هذه.
وتمكنت أرامكو السعودية، باستخدام هذه المنصة، من محاكاة ما يصل إلى 30 كيلوبت لكل وحدة معالجة رسومية، مع إمكانية التوسع إلى المزيد باستخدام وحدات معالجة رسومية متعددة في حاسوب الدمام7 العملاق، لاكتشاف الصدوع السيزمية ثلاثية الأبعاد في مجموعة بيانات سيزمية كاملة ثلاثية الأبعاد، ليؤدي هذا النجاح الكبير إلى إنتاج إحدى أوائل الخوارزميات الكمية في الصناعة، وهو ما يُعدُّ إنجازًا رائدًا جديدًا في الحوسبة في قطاع التنقيب والإنتاج.
وفي هذا الصدد، أكد نائب الرئيس للمركز الرقمي للتنقيب والإنتاج، أشرف الطحيني أنه من خلال التحوّل الرقمي في قطاع التنقيب، يسعى المركز إلى الابتكار في مجال الحوسبة الكمية، موضحًا أن التعاون مع شركة إنفيديا، من شأنه تقديم ابتكارات لتسخير قوة أجهزة الكمبيوتر العملاقة الهجينة المستقبلية.
من جانبه، أكد المدير العام للحوسبة الكمية في شركة إنفيديا، تيم كوستا، أن الخوارزميات الكمية تنطوي على إمكانيات واعدة جدًا، لكن تطويرها واستخدامها يتطلب تنسيق أحدث التقنيات في مجال الحوسبة الفائقة بنوعيها الكمي والتقليدي، موضحًا أن توفير المنصة المناسبة التي تتيح للباحثين في المجال الكمي استخدام الحوسبة المُسرَّعة، يمكنهم من اكتشاف تطبيقات تحدث تحولات شاملة.
ويتطلب توفير الطاقة للعالم قدرات غير اعتيادية، ولذلك تضطلع أرامكو السعودية، باعتبارها قوة عالمية قائدة في مجال الطاقة، بابتكارات تقنية للإسهام في تعزيز إمكانات العالم في مجال الطاقة، من بينها الحوسبة الكمية، والتي تنطوي على إمكانات لإحداث نقلة نوعية في استخدام الحوسبة المتقدمة لمعالجة أصعب المشكلات التي تواجه الكثير من الصناعات، بما في ذلك صناعة الطاقة.
وتتطلب أنشطة البحث عن الاحتياطيات الجديدة أساليب حسابية متطورة تفرض على علماء الأرض الاعتماد على الإمكانيات والقدرات الحاسوبية المتنامية لمعالجة بيانات مسح زلزالي يُقاس حجمها بالبيتابايت (مليون مليار بايت) لإنتاج صور دقيقة لباطن الأرض.
ويأتي ذلك في إطار رحلة تحول رقمي لقطاع التنقيب والإنتاج في الشركة، تهدف إلى تعزيز الإنجازات التقنية في البحث عن الطاقة، ومستوحاة من قصة بئر الدمام 7، وهي أول بئر نفط تجارية في المملكة، والحاسوب العملاق الدمام 7 الذي يحمل نفس الاسم، وهو أقوى حاسوب عملاق لدى أرامكو السعودية.