Table of Contents
يتطلب من مريض السكري قبل بدء الخطة العلاجية معرفة نوع المرض لديه هل بالنوع الأول من السكري أم النوع الثاني لأنهما يختلفان تماماً عن بعضهما.
ما هو السكري من النوع الأول؟
يعد مرض السكري من النوع الأول بمثابة حالة مرضية مزمنة تحدث عندما يُنتِج البنكرياس القليل جدًّا من الإنسولين أو لا ينتج الإنسولين نهائيًّا ويبدأ عادةً في مرحلة الطفولة أو الشباب ولكن يمكن أن يتطور في أي عمر.
ويتطلب السكري من النوع الأول مراقبة منتظمة لسكر الدم وعلاجه بالإنسولين، كما يمكن أن يتحكم تعديل نمط الحياة إلى جانب تناول الأدوية في مستويات السكر في الدم، وتقليل مخاطر المضاعفات المرتبطة بالأمراض. وفق “أخبار 24”.
ويحدث السكري من النوع الأول عادةً عندما تحدث استجابة مناعية من الجسم فيهاجم الجهاز المناعي الخلايا المنتجة للإنسولين “خلايا بيتا” في البنكرياس ويدمرها، تحدث هذه العملية على مدار عدة أشهر أو سنوات، كما يمكن أن يتطور داء السكري من النوع الأول لمن لديهم تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري من النوع الأول، ولكنه يتطور أيضًا لمن ليس لديهم ذلك، في كلتا الحالتين يكون لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري جين واحد أو أكثر يجعلهم عرضة للإصابة بالمرض، كما قد تؤدي العوامل البيئية والتعرض لبعض الفيروسات إلى استجابة المناعة الذاتية.
ما هو السكري من النوع الثاني؟
يعتبر مرض السكري من النوع الثاني، حالة شائعة تؤدي إلى ارتفاع شديد في مستوى السكر في الدم، وتستمر مدى الحياة ويمكن أن تؤثر على الحياة اليومية، وهو ما يتطلب من المريض به تغيير النظام الغذائي وتناول الأدوية وإجراء فحوصات منتظمة.
ويصاب الشخص بهذا النوع من السكري بسبب عدم استجابة الخلايا بشكل طبيعي للإنسولين وهذا ما يسمى مقاومة الإنسولين، حيث يُنتِج البنكرياس المزيد من الإنسولين لمحاولة استجابة الخلايا، وفي النهاية لا يستطيع البنكرياس مواكبة النمو ويرتفع سكر الدم؛ مما يمهد الطريق لمرض السكري من النوع الثاني ومقدمات السكري، لكن قد يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى الإضرار بالجسم والتسبب في مشاكل صحية خطيرة أخرى مثل أمراض القلب وفقدان البصر وأمراض الكلى.
مقارنة بين النوع الأول والنوع الثاني من السكر
توجد فروق واضحة بين مرض السكري من النوع الأول والنوع الثاني، حيث يكون السكري من النوع الأول مرضاً مناعياً ذاتياً يهاجم الجسم خلايا البنكرياس التي تُنتج الإنسولين، مما يتطلب حقن الإنسولين دائمًا، لكن السكري من النوع الثاني يحدث غالبًا بسبب مقاومة الجسم للإنسولين أو نقص إنتاجه نتيجة لنمط الحياة ويمكن إدارته بتغيير النظام الغذائي وممارسة الرياضة والأدوية الفموية.
وغالباً ما يظهر السكري من النوع الأول في مرحلة الطفولة أو المراهقة لكن يمكن أن يحدث في أي عمر، ويتطلب العلاج بحقن الإنسولين بشكل مستمر منذ التشخيص، ولا توجد طريقة معروفة لمنع الإصابة به.
وأما السكري من النوع الثاني فهو أكثر شيوعاً لدى الأشخاص البالغين وفوق سن الأربعين ولكن أصبح يظهر بشكل متزايد بين الأطفال والشباب، كما يعتمد في مراحله الأولى على تغييرات نمط الحياة خاصة الغذاء الصحي والرياضة، فيما يتطلب للوقاية منه تقليل خطر الإصابة به عبر اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني والحفاظ على وزن صحي.
هل يمكن أن يتحول النوع الثاني إلى الأول؟
يجمع الأطباء على صعوبة تحول مرض السكري من النوع الثاني إلى النوع الأول لأنهما مرضان مختلفان تمامًا لهما أسباب وعلاجات مختلفة، كون النوع الأول يحدث نتيجة هجوم مناعي ذاتي يدمر خلايا البنكرياس المنتجة للإنسولين، وأما النوع الثاني فإنه يحدث بسبب مقاومة الجسم للإنسولين أو نقص إنتاجه.
كيف يتم التشخيص والتمييز بين النوعين؟
تكمن خطورة التمييز أو التفريق بين النوعين في إمكانية الحصول على العلاج الخاطئ ومن ثم حدوث مشكلات صحية إضافية، لذا ينصح طبياً للتفريق بين مرض السكري من النوع الأول والثاني إجراء فحص الهيموجلوبين السكري ( (A1C، واختبار سكر الدم العشوائي أو الصائم، وفحص الأجسام المضادة للنوع الأول أو اختبار تحمل الجلوكوز الفموي.
ويُقيس اختبار فحص الهيموجلوبين السكري متوسط مستويات السكر في الدم خلال الشهرين إلى 3 أشهر سابقة، وأما اختبار سكر الدم الصائم فهو يقيس مستوى السكر بعد صيام طوال الليل، واختبار سكر الدم العشوائي يقيس مستوى السكر في وقت عشوائي، واختبار تحمل الجلوكوز الفموي فهو يقيس مستويات السكر في الدم قبل وبعد تناول محلول سكري بعد ساعتين.
ويوجد اختبارات تميز النوع الأول وهي فحص الأجسام المضادة الذاتية، واختبار الكيتونات وهي نواتج ثانوية لتحلل الدهون وتظهر عند نقص الإنسولين، لكن يعتمد تشخيص النوع الأول في الغالب على وجود الأجسام المضادة الذاتية.