نظّم معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، الذي تشرف عليه هيئة الأدب والنشر والترجمة، ندوةً حوارية بعنوان “الشباب والتراث الثقافي: الحفاظ على المستقبل”، تحدّث فيها الأستاذ مرشد نيشونوف، الأخصائي في وزارة الثقافة الأوزبكية، وأدارتها الأستاذة مشاعل آل الشيخ، ضمن فعاليات الاحتفاء بأوزبكستان ضيف شرفِ المعرض لهذا العام.
واستهلت آل الشيخ الندوة بتأكيد دور الأجيال الجديدة في إعادة تعريف التراث، قائلةً: “التراث الثقافي أصبح مساحةً للإبداع وإعادة الاكتشاف. فالشباب اليوم هم صنّاع المستقبل الثقافي الذين يوظفون التكنولوجيا والإبداع لبناء صلتهم بالعالم الحديث”.
وأوضح نيشونوف أن “الثقافة مرآة الشعوب، والشباب في أوزبكستان أصبحوا اليوم سفراء لتراثهم من خلال فضاءات التواصل الحديثة التي تنقل ثقافتهم إلى العالم الخارجي”، مشيرًا إلى أن وزارة الثقافة الأوزبكية تولي اهتمامًا كبيرًا بدعم الشباب وتمكينهم من خلال برامج تعليمية وتقنية متقدمة.
وأضاف أن الوزارة في بلاده تعمل على “توجيه الشباب لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتطوير مهاراتهم والوصول إلى المعرفة بسرعة وكفاءة”، مبينًا أن الهدف هو إعداد جيلٍ قادر على المنافسة عالميًّا، يمتلك أدوات النقد والإبداع والمعرفة التقنية.
وأشار إلى أن بلاده تسعى باستمرارٍ إلى “تبادل الخبرات والثقافات مع مختلف دول العالم”، لافتًا إلى أن الشباب الأوزبكي أصبح يفكر خارج الأطر التقليدية، ويتجه نحو التعلُّم الذاتي والانفتاح على التجارب الدولية، ضمن خطةٍ استراتيجية تهدف إلى جعل أوزبكستان من الدول المتقدمة في التعليم والثقافة.
وختم نيشونوف حديثه بالإشادة بالمملكة العربية السعودية، مؤكدًا أنها “دولةٌ رائدة في التعاون مع الدول الإسلامية، تربطها بأوزبكستان علاقات قوية واتفاقيات في مجالات الثقافة والفنون والتعليم”، موضحًا أن بلاده “تحتفل بالأعياد الوطنية للمملكة لشعورها بأنها بلدٌ واحد معها في القيم والمصير”.
ودعا زوّار المعرض إلى زيارة الجناح الأوزبكي للاطلاع على التراث والفنون والحضارة الأوزبكية، مشيدًا باختيار بلاده ضيف شرف لهذا العام، في خطوةٍ تُجسّد عمق التعاون الثقافي بين البلدين.
وشهدت الندوة في ختامها مداخلاتٍ من الحضور عبّرت عن الإعجاب بالتجربة الأوزبكية في تمكين الشباب، وبالتنوع الثقافي الذي يجمع بين العراقة والانفتاح على المستقبل.



