شاركت المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG) في “يوم الابتكار” التابع لـ”سيلزفورس” بالرياض، من خلال مداخلة بارزة قدّمتها في جلسة «الذكاء الاصطناعي التوليدي ومستقبل الإعلام”. وتناول النقاش تأثير التقنيات المتقدّمة في صياغة أساليب السرد الإعلامي، وتطوير طرق تفاعل الجمهور، وتعزيز حضور الإبداع البشري في منظومة إعلامية تعتمد بصورة متزايدة على البيانات.
من جهته، قدّم هاني أبو شادي، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في SRMG، رؤى مستقبلية حول الكيفية التي سيُعيد بها الذكاء الاصطناعي تشكيل تجربة الإعلام بحلول عام 2030.
وأشار إلى أن “الجمهور لن يكتفي حينها بالحصول على المعلومة؛ بل سيبحث عن إعلام يفهمه، ويُلهمه، ويشركه في التجربة. سيتحوّل دور المتلقي من مجرد مستهلك للمحتوى إلى شريك في صناعته”. كما أكد أن تجارب المتلقي ستصبح أكثر خصوصية ودقّة، بفضل الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث ستتماشى مع ظروفه ومحيطه واحتياجاته وفي اللحظة نفسها. وحول دخول الذكاء الاصطناعي في العملية الإبداعية، قال أبو شادي إن المتلقي سيطالب في المستقبل القريب بقدر أكبر من الشفافية: ما الذي أنتجه الإنسان؟ وما الذي صنعه الذكاء الاصطناعي؟ وكيف تُصان النزاهة؟ باختصار، سيبحث الجمهور عن محتوى يجمع بين الذكاء والأصالة”. وفق “أخبار 24”.
كما أكد أبو شادي أن الذكاء الاصطناعي والأتمتة لا يلغيان دور الإنسان على الإطلاق، بل يسهمان في توسيع نطاق الإبداع البشري داخل منظومة العمل، كما هو الحال في SRMG، حيث “يتولّى الذكاء الاصطناعي المهام الروتينية والتحليلية، فيما يتفرّغ الصحفيون والمنتجون والمحررون لصناعة القصص، والابتكار، وتقديم الرؤية الإنسانية.” مضيفاً: “نشهد اليوم ظهور أدواراً جديدة تجمع بين المهارات التحريرية والقدرات التقنية، مثل محرري الذكاء الاصطناعي، ومهندسي المحتوى، ومطوّري التوجيهات الذكية، يعملون جنباً إلى جنب مع فرق غرف الأخبار. غير أن التحوّل الحقيقي والأعمق هو تحوّل ثقافي يقوم على تبني الذكاء الاصطناعي باعتباره شريكاً داعماً في الإبداع… لا عامل تهديد”.
وفي حديثه عن مستقبل التجربة، أوضح أبو شادي أن الجمهور سيتنقّل بسلاسة بين التجارب الواقعية والرقمية والتجارب التفاعلية المتقدّمة، مدعوماً بالذكاء الاصطناعي التوليدي القادر على فهم نوايا المستخدم وسياق تفاعله، وتقديم ما يناسبه في اللحظة ذاتها.
وأردف قائلاً: “بالنسبة لنا في SRMG، مستقبل التجربة لا يرتبط بالتقنيات بحد ذاتها، بل بما تضيفه من قيمة ومعنى. فجوهر التحوّل يكمن في ابتكار أساليب جديدة لسرد القصص والتواصل مع الجمهور، مع الحفاظ على المصداقية والهوية الثقافية؛ وهي الأسُس التي تُرسّخ الثقة وتبني علاقة حقيقية ودائمة مع المتلقّي”.
تجدر الإشارة إلى أن المؤسّس والرئيس التنفيذي لشركة “سيلزفورس” مارك بينيوف، قد استحضر ملاحظات أبو شادي خلال مشاركته في منتدى الاستثمار الأميركي – السعودي، وحديثه عن مستقبل الذكاء الاصطناعي في الإعلام، وفرصة المملكة العربية السعودية لتكون أوّل دولة رائدة في تبنّي الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وفي ختام الجلسة، أشار أبو شادي إلى أن “العقد المقبل سيكون من نصيب المؤسسات القادرة على دمج الإبداع والبيانات والذكاء في منظومة واحدة متناغمة. وفي SRMG، نؤمن بأن الذكاء الاصطناعي التوليدي لا يلغي دور صانع القصة، بل يُوسّع مداه الإبداعي ويمنحه مساحة أرحب للابتكار. فالمستقبل لا يقوم على المفاضلة بين الإنسان والتقنية، بل على التكامل بينهما في عملية إبداع مشتركة”.
وإلى جانب مشاركتها في قيادة نقاشات الابتكار الإعلامي، حصدت SRMG جائزة “Go Live” تقديراً لنجاحها في تحديث منظومة المبيعات رقمياً بالاعتماد على تقنيات “سيلزفورس”. وتبرز الجائزة قدرة المجموعة على إعادة تطوير منظومة المبيعات عبر حلول رقمية متقدّمة مكّنتها من رفع كفاءة الأداء، وتعزيز جودة التفاعل مع العملاء، ودعم فرق العمل ببيانات دقيقة ورؤى أعمق تعزز فاعلية اتخاذ القرار.
