تُجسّد حرفة “سفّ الخوص” أحد أبرز أوجه التراث الحي في المملكة، حيث تتوارث الأجيال فن تحويل سعف النخيل إلى أدوات عملية مثل السلال والحصر وأوعية التخزين، في مشهد يعكس عمق العلاقة بين الإنسان وبيئته المحلية.
وتبدأ مراحل هذه الحرفة بجمع السعف وفرزه بعناية، ثم نقعه لتليينه، قبل أن يُعاد تشكيله يدويًا وفق تصاميم دقيقة تعبّر عن مهارة الحرفيين وارتباطهم بالطبيعة وشكّلت هذه المنتجات جزءًا أساسيًا من حياة الأهالي قديمًا، ولا تزال تحظى بتقدير واسع في الفعاليات التراثية والمناسبات الوطنية.
وتبرز المملكة كواحدة من أبرز الدول المحافظة على صناعة الخوص، بفضل انتشار النخيل وارتباط الحرفة بجغرافيا المكان، حيث تُعد “سفّ الخوص” اليوم أكثر من مجرد مهنة، بل رمزًا للهوية الثقافية، وجسرًا يربط الماضي بالحاضر من خلال أنشطة تفاعلية تنقل المهارات والقيم من جيل إلى آخر. وفق “أخبار 24”.
وفي ظل هذا الاهتمام المتجدد، تواصل الحرفة حضورها في المشهد الثقافي السعودي، شاهدة على تاريخ طويل من الإبداع الشعبي، ومؤكدة أن التراث ليس مجرد ذكرى، بل ممارسة حيّة تنسجها الأيدي وترويها الذاكرة.
