في مشهد يعكس عبقرية الإنسان القديم في التكيّف مع بيئته، تبرز القِربة والزِّير كأدوات تقليدية استخدمها سكان الجزيرة العربية وحضارات أخرى لحفظ الماء وتبريده بوسائل طبيعية، قبل ظهور البرادات الحديثة.
واستخدمت القِربة قديما، المصنوعة من جلود البهائم بعد دبغها بعناية، لحفظ الماء وتبريده طبيعيًا عبر تعليقها في الهواء، ما يمنحه نكهة مميزة ارتبطت بطعم الماء الأصيل، وكانت تُثبت على حامل خشبي ثلاثي الأرجل لتسهيل استخدامها.
ويعتمد الزِّير، المصنوع من الفخار الطيني، على خاصية التبخر لتبريد الماء، حيث تسمح مسامية الطين بمرور الماء إلى السطح الخارجي، وعند تبخره تنخفض حرارة الماء تدريجيًا ليصبح باردًا ومنعشًا. وفق”أخبار 24″.
تُجسّد هاتان الأداتان جانبًا من التراث الحيّ الذي يعكس بساطة حياة الأجداد وابتكارهم في التعامل مع الماء بوسائل طبيعية، ويُعدّان إرثًا ثقافيًا يحظى باهتمام واسع، لما يمثّلانه من رموز للذكاء البيئي والتكيّف مع الطبيعة.