تُوفي نائب رئيس مجلس الشورى ومدير جامعة الملك عبدالعزيز الأسبق، والرئيس السابق لرابطة رواد الحركة الكشفية، د. عبدالله عمر نصيف، عن عمر يناهز 86 عاماً، وستتم الصلاة على جثمانه عصر اليوم (الأحد) في مسجد الجفالي والدفن بمقبرة الأسد في جدة.
نصيف الذي كان مثالاً في الحكمة والرؤية الواسعة وخدمة المصلحة الوطنية، ولد في محافظة جدة عام 1358هـ/1939م، وفيها درس مراحل التعليم الأساسي، ثم نال درجة البكالوريوس في جامعة الملك سعود في تخصص الكيمياء عام 1384هـ/1964م، وحصل على زمالة الجمعية الجيولوجية في لندن، إضافةً إلى الجمعية الجيولوجية الأمريكية.
كما حصل على درجة الدكتوراه بالجيولوجيا من جامعة ليدز البريطانية عام 1391هـ/ 1971م، وعاد إلى جامعة الملك سعود مدرسًا، ثم جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، واستمر ارتقاؤه في الرتب الأكاديمية، حتى وصل إلى درجة الأستاذية. وفق “أخبار 24”.
تولى نصيف عدداً من المناصب الداخلية والخارجية، ومنها تعيينه مديراً لجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وأميناً عاماً لرابطة العالم الإسلامي، ونائباً لرئيس مجلس الشورى، ورئيساً لمجلس هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية عام 2000، ورئيساً للمؤتمر العالم الإسلامي، والأمين العام المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، كما شغل عضوية لجنة الكشافة العالمية، ورأس الاتحاد العالمي للكشاف المسلم، وعضو مجلس إدارة جمعية الكشافة العربية السعودية.
عُرف الفقيد بجهوده الكبيرة في رابطة العالم الإسلامي، إذ شغل منصب الأمين العام للرابطة، وأسهم في تمثيل المملكة في عددٍ من المؤتمرات والمنتديات الدولية، مدافعاً عن القضايا الإسلامية، وداعياً إلى الحوار والتفاهم بين الشعوب والأديان. كما تولّى منصب نائب رئيس مجلس الشورى في إحدى دوراته، وكان مثالاً في الحكمة والرؤية الواسعة وخدمة المصلحة الوطنية.
تمثَّلت جهود الدكتور نصيف، قبل تولِّيه الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي، بالنشاط المتصل بين الشباب الجامعي والمشاركة في مختلف اللقاءات الإسلامية. أما إبَّان تولِّيه الأمانة العامـة للرابطة فقد تحقَّق، بفضل سماحته وحيويته، كثير من مناهج العمل الإسلامي في الرابطة، وبذل جهودًا كثيرة لدراسة أوضاع الأقليات الإسلامية وحلّ مشكلاتها، وبرز جهده هذا في مشروع الإغاثة الإسلامية المعروف بسنابل الخير الذي يرمي لإنقـاذ الجموع الفقيرة في أطراف العالم الإسلامي من الفقر والجهل والمرض.
ومن المناصب العربية والعالمية التي شغلها عضوية مجلس أمناء جامعة دار السلام بنيومكسيكو، والكلية الإسلامية الأمريكية في شيكاجو بالولايات المتحدة الأمريكية، والأكاديمية الملكية المغربية، والأكاديمية الإسلامية في كامبردج بالمملكة المتحدة، ونائب الرئيس الأعلى للجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد.
وترأس مجالس أمناء كل من المركز الثقافي الإسلامي في جنيف بسويسرا، ومعهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية في جامعة فرانكفورت بألمانيا، والمركز الإسلامي الثقافي في سيدني بأستراليا، والجامعة العالمية الإسلامية في شيتاجونج، وجامعة دار الإحسان في بنجلاديش، والجامعة الإسلامية في النيجر.
كما تولى مناصب أخرى، منها: نائب رئيس لجنة الحوار الوطني السعودي لمدة 10 سنوات، ثم الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة خلال الفترة من عام 1418 – 1429هـ/ 2008 – 2019م، ورئيس الاتحاد العالمي للكشاف المسلم، ورئيس مؤسسة عبدالله بن عمر نصيف الخيرية.
نال الراحل جائزة الملك فيصل في خدمة الإسلام لعام 1991م، ووسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى عام 2004.
ترك الفقيد إرثاً علمياً وفكرياً كبيراً من المؤلفات والمحاضرات والمشاركات في المؤتمرات داخل المملكة وخارجها، وتميّز بأسلوبه الوسطي المتزن ودعوته المستمرة إلى الاعتدال والتعايش، مما جعله يحظى بتقدير واسع من العلماء والمفكرين في العالم الإسلامي.