أعلن بينالي الدرعية للفن المعاصر 2026، اليوم (الأربعاء)، عن اختياره “في الحِلّ والترحال” عنواناً لدورته الثالثة، مبينًا أن الحدث يستقطب مجموعة واسعة من الفنانين العالميين في حيّ جاكس، ذلك الحيّ الإبداعي الذي كان في السابق منطقة مستودعات صناعية في الدرعية بالمملكة.
ومن المقرر أن تنطلق هذه النسخة من البينالي في 30 يناير 2026 بالدرعية، وتُعَدّ عاصمةً للثقافة في المملكة، وذلك تحت إشراف المديريْنِ الفنييْنِ نورا رازيان وصبيح أحمد، إلى جانب فريق دولي من القيّمين الفنيين، في حين يعمل استوديو فارما فانتازما على تصميم المعرض ضمن مساحات متعددة في الموقع.
وينطلق البينالي في طرحه من حركة الهجرة والتنقل، والتي صنعت على مدى قرون جسوراً من التواصل والتبادل بين الخليج العربي ومختلف ثقافات العالم، مستلهماً عنوانه من عبارة متوارثة تستحضر ثنائية الاستقرار والارتحال في المجتمعات الرحالة وعمقها الممتد في جزيرة العرب.
ويقدّم البينالي رؤية فنية يتحاكى فيها التاريخ والأجداد والأحلام والهواجس من خلال الأغاني والحكايات وهدير الرياح، وبمشاركة أكثر من 70 فنانًا، يعرض البينالي ما يزيد عن 20 عملاً فنياً جديداً، يتناول من خلالها مواضيع الاستقرار والترحال والتبادل الثقافي، مستخدماً الفنون البصرية، والموسيقى والعروض الفنية من أجل تقديم رؤية شاملة ومتكاملة حول الفن المعاصر تجمع بين مختلف الوسائط والتخصصات والمناطق الجغرافية. وفق “أخبار 24”.
ويهدف البينالي من خلال هذه العروض الفنية خلق مساحات للقاء بين الفنانين والموسيقيين والمخرجين والمعماريين والكُتّاب، بما يتيح فرصاً فريدة للتلاقي والتفاعل، وتعزيز قدرتنا على الثبات والاستمرار أمام التحديات. وقد تم اختيار استوديو التصميم فورما فانتازما للعمل على تصميم مساحات المعرض.
وتشمل قائمة الفنانين المشاركين الأسماء التالية: بيو أباد، رند عبدالجبار، يوسف أغبو-أولا [استوديو أولانيي]، عهد العمودي، تيسير البطنيجي، رافين تشاكون، روهيني ديفاشر، عفراء الظاهري، ميرفه إرطفان، إيفانا فرانكه، رحيمة غامبو، بيتريت هاليلاي، محمد الحمدان (حمدان)، عزيز هزارة، ألانا هانت، يزن الخليلي، جورج ماهاشي، تيو ميرسييه، نور مبارك، نانسي منير، حسين ناصر الدين، دانيال أوتيرو توريس، تاو نغوين فان، غالا بوراس-كيم، ساركر بروتيك، مجموعة رقص ميديا، أوسكار سانتيان، رُبى السويل، تشونغ كونغ تونغ، وولف للعمارة، أغوستينا وودغيت، ويو جي.
في السياق، قال المديران الفنيان للبينالي نورا رازيان وصبيح أحمد: “في هذه المنطقة، تبلورت علاقات وأنماط متنوعة من أشكال السَير والارتحال، فحركة الرياح وتدفق التجارة وموجات الهجرة والشتات، كلها ظواهر حملت معها حكاياتٍ وأغانيَ ومفرداتٍ، ونتجت عنها إيقاعات وبحور شعرية، مثل بحر الرَّجَز”.
وأضافا أن “التأمل في هذا العالم المتغير—وما ينطوي عليه من احتفاء بمختلف أشكال الحركة—يفتح أمامنا نافذة لفهم مكوناتنا الثقافية من منظور التبادل والانتقال، وتتبع مسارات الارتحال وتقاطعاتها، كما يمنحنا الفرصة لإعادة سرد حكايات الشتات التي بقيت حية في الأجساد والمواد والإيقاعات والأنغام”.
من جانبها، عبرت الرئيس التنفيذي لمؤسسة بينالي الدرعية، آية البكري، عن سعادتها برؤية “ملامح الدورة الثالثة من بينالي الدرعية للفن المعاصر وقد بدأت تتشكل بهذه الصورة المميزة، في تأكيد واضح على مكانة البينالي كأحد أبرز المحافل الفنية والثقافية على مستوى المملكة والعالم، فمنذ انطلاقته الأولى قبل خمس سنوات هنا في حيّ جاكس بالدرعية، عمل البينالي على بناء جسور التواصل مع جمهور الفن والثقافة محلياً ودولياً”.
وأضافت: “تأتي هذه الدورة استكمالاً لهذه المسيرة، وذلك عبر تعزيز الروابط القائمة وفتح آفاق جديدة من الحوار والتبادل الثقافي، حيث يركز البينالي هذا العام على موضوع الانتقال والحركة بين الثقافات، وهو ما يشكل الإطار العام الذي تنطلق منه رؤيته الفنية. نحن فخورون بالترحيب مجدداً بزوارنا من كل مكان في حيّ جاكس، الذي بات اليوم محطة رئيسية وركيزة بارزة ضمن المشهد الثقافي السعودي، ورافداً حيوياً للحراك الفني والإبداعي”.