أُقيمت ورشة عملٍ تدريبيةٌ بعنوان “إتقان فن الإلقاء: استراتيجيات مهارات التحدث الناجحة”، قدّمتها الدكتورة أريج بنت محمد السويلم، الأستاذ المساعد في الأدب والنقد بجامعة الملك سعود، متناولةً أساليب بناء الثقة والتواصل الفعّال أمام الجمهور، وذلك ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن.
واستهلت السويلم الورشة بشكر هيئة الأدب والنشر والترجمة على دعمها للحراك الثقافي ومعارض الكتب، ثم قسّمت الورشة إلى محاور متعددةٍ، بدأتها بموضوع “ضبط القلق”، مشيرة إلى أن القلق شعورٌ مشترك بين المتحدثين، يمكن أن يكون محفزًا أو مثبطًا بحسب طريقة التعامل معه.
وقدمت خمس تقنياتٍ عملية لضبط القلق، شملت تسجيل الصوت، وتصوير الفيديو، ومحاكاة الجمهور، والتنفس العميق، والتمرين على الوقت، مؤكدةً أن هذه الممارسات تساعد على تعزيز الثقة بالنفس والاستعداد الذهني قبل الإلقاء.
وانتقلت بعد ذلك إلى محور “الثواني الأخيرة قبل الإلقاء”، موضحةً ست خطواتٍ أساسية على المتحدث اتّباعها قبل الصعود إلى المنصة، وهي: ضبط التوقعات، وفحص الأدوات، والالتزام بالحضور المبكر، وتنظيم الوقت، وحفظ المقدمة لضمان انسيابية الحديث، وتأجيل الحكم إلى نهاية الخطاب.
كما تناولت أريج مفهوم القلق الطبيعي قبيل الإلقاء، مبيّنةً أنه علامة استعداد وليست ضعفًا، مؤكدةً أهمية معرفة الجمهور المستهدَف من حيث الجنس والعمر والمستوى التعليمي والاجتماعي، لأن فهم المتلقين يسهم في صياغة الرسالة بطريقةٍ أكثر تأثيرًا.
وشددت على ضرورة قراءة لغة الجسد أثناء الإلقاء، والحرص على التنويع في طبقات الصوت وحركات الجسد بما يحقق تفاعلًا بصريًّا وسمعيًّا، إلى جانب الاهتمام بالمظهر الخارجي من حيث البساطة والأناقة، لما له من أثرٍ نفسي إيجابي على المتحدث والمتلقّي معًا.
واختتمت الورشة بذكر أن الإلقاء فنٌ يمكن اكتسابه بالممارسة الواعية، وأن المتحدث الناجح هو من يجمع بين الثقة، والإعداد الجيد، والقدرة على التواصل الإنساني مع الجمهور في كل لحظةٍ من حديثه.


