مع تزايد شعبية لعبة “روبلوكس” لا سيما بين الأطفال والمراهقين، يتصاعد في الوقت نفسه جدل حول مدى جدواها، لا سيما مع كثرة الأحاديث على تأثيراتها النفسية والاجتماعية السلبية، حيث يطالب البعض بحظرها تماما، وهو ما فعلته بعض الدول بالفعل، فيما تتبع دول أخرى نهج التقنين مثلما يجري في المملكة.
وأكدت شركة “روبلوكس” في بيان اليوم (الخميس)، الالتزام باشتراطات الهيئة العامة لتنظيم الإعلام في المملكة، لرقابة المحتوى ومعالجة المخالفات داخل اللعبة، مبينة أنها تلتزم بالعمل على تطوير وتعزيز قدراتها في مجال التواصل والإشراف على المحتوى باللغة العربية.
وشددت على أنها ستراقب المحتوى من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، إلى جانب إيجاد مراقبين متخصصين في اللغة العربية، وتعليق بعض ميزات التواصل، بما في ذلك خاصية المحادثة داخل اللعبة، لجميع المستخدمين في المملكة.
تأسست منصة روبلوكس للألعاب والإبداع عبر الإنترنت عام 2004، وتتيح للمستخدمين اللعب وإنشاء ومشاركة التجارب الافتراضية، وتُعدّ واحدة من أشهر منصات الإنترنت للأطفال، حيث تُقدّم عالماً نابضاً بالحياة من الألعاب التفاعلية، واللعب التخيلي، والتعبير الإبداعي عن الذات، وكذلك المغامرات. وفق “أخبار 24”.
ويستخدم ما يقرب من 82 مليون شخص روبلوكس يومياً، أكثر من نصفهم دون سن 18 عاماً، ورغم ذلك واجهت حظرا في عدة دول بينها قطر والصين وتركيا وسلطنة عمان وكوريا الشمالية، وبررت تلك الدول حظر اللعبة بأسباب تتعلق بالرقابة على المحتوى، واحتوائها على عناصر تشجع السلوكيات غير اللائقة بين الأطفال، وكذلك بهدف الحفاظ على السلامة النفسية والرقمية للأطفال.
تمنح منصة روبلوكس المجانية، التي تجمع ملايين اللاعبين يومياً من شتى أنحاء الأرض، مستخدميها فرصة فريدة لإنشاء ألعابهم الخاصة، أو خوض مغامرات صممها آخرون.
منتقدون: الطفل قد يجد نفسه أمام أبواب مفتوحة تسمح للغرباء بمعرفة تفاصيل خاصة عنه
والأطفال يمكنهم تسجيل الدخول إلى اللعبة مجاناً عبر خطوات بسيطة تبدأ بإدخال عنوان بريد إلكتروني، واختيار الجنس وتاريخ ميلادهم، ومن ثم يمكنهم تصميم شخصية خاصة بهم للعب بها.
ويمكن للاعبين بعد الدخول إلى اللعبة، إنشاء عوالمهم ثلاثية الأبعاد الخاصة، كبناء محلات، وبيوت، ومتاجر، ومنتزهات، وتجربة حياة البالغين من خلال العمل، ويمكنهم أيضاً اللعب في عوالم أخرى أنشأها لاعبون آخرون، بالإضافة إلى إمكانية المشاركة في ألعاب جماعية يتعين على المشاركين بها إيجاد حلول مشتركة للهروب من مأزق أو حل لغز ما.
تلك الخيارات الواسعة تجعل من ألعاب منصة روبلوكس ذات محتوى غير محدود، مع القدرة على الإبداع اللامتناهي، الأمر الذي يثير اهتمام الأطفال ويجعلهم ينغمسون بها لساعات طويلة تملؤها المتعة والإثارة، والمغامرة.
ووسط هذه المغامرات، تبرز خاصية الدردشة أداة للتواصل بين اللاعبين، لكن هذه الميزة انتقدها البعض، وقالوا إن الطفل قد يجد نفسه أمام أبواب مفتوحة تسمح للغرباء بمعرفة تفاصيل خاصة عنه، كعنوان سكنه، أو تعريضه للتحرش والتنمر الإلكتروني.
ليس هذا فقط، ولكن المنتقدين يرون أيضا أن الألعاب المسلية والممتعة ليست المحتوى الوحيد الموجود في منصة روبلوكس، بل تحتوي أيضاً على ألعاب مخيفة وعنيفة، وأخرى فيها مشاهد غير مناسبة للأطفال، وهذا المحتوى غير المناسب تصعب مراقبته من قبل المشغلين.
وفي العام الجاري 2025، واجهت روبلوكس دعاوى قضائية وردود فعل عنيفة، لعدم بذلها جهوداً كافية لحماية الأطفال، أثناء استخدامهم لخدمات الألعاب التي توفرها، واتهامات باستضافة محتوى إباحي واستدراج الأطفال، والتحريض على العنف.
وكانت آخر تلك الدعاوى هي التي رفعتها ولاية لويزيانا الأمريكية، حيث اتهمت الشركة بتسهيل استغلال الأطفال، ما دفع منصّة الألعاب الإلكترونية إلى رفض الادعاء باعتباره “غير صحيح”.
وذكرت الدعوى التي أقامتها المدعية العامة لولاية لويزيانا، ليز موريل، أن شركة روبلوكس، ومقرها وادي السيليكون، تُسهّل توزيع مواد إباحية للأطفال واستغلال القاصرين.
في المقابل، يرى المؤيدون لعدم الحظر والاكتفاء بالتقنين، أن منصة روبلوكس ممتعة للغاية لاحتوائها على الكثير من الألعاب، بالإضافة إلى إمكانية اللعب مع الأصدقاء، كما تتيح إمكانية التعرّف على أشخاص جدد، علاوة على أنها مثيرة لاهتمام الأطفال لأنها تجعلهم ينسون الواقع لبعض الوقت.