تحتضن منطقة الباحة جنوب المملكة كنوزًا معمارية تاريخية، تتمثل في قرى تراثية تحتضن بيوتًا حجرية عريقة، شكّلت على مدى قرون نموذجًا فريدًا للهندسة التقليدية في البيئة الجبلية.
وتتميز هذه المباني، المشيَّدة من الصخور المحلية، بمتانتها وتصميمها الذكي الذي يراعي الظروف المناخية، حيث توفر جدرانها السميكة عزلًا حراريًا فعالًا في الصيف والشتاء، وتُدعّم بأسقف خشبية من أشجار العرعر والسدر، مع نوافذ صغيرة لضبط درجة الحرارة.
وتحتفظ قرى مثل ذي عين، والأطاولة، والموسى، ودار عوضة، ونزل العايد بعدد من هذه البيوت التي تحولت إلى وجهات سياحية وثقافية، تجذب الزوار والمهتمين بالأصالة، وتُعَدّ شاهدًا حيًا على الحِرف اليدوية والمهارات المعمارية التي توارثها الأهالي عبر الأجيال. وفق “أخبار 24”.
وأوضح المشرف على إحدى القرى التراثية، محمد سعد الزهراني، أن هذه البيوت ليست مجرد مساكن، بل تمثل ذاكرة مكانية وثقافية للمجتمع المحلي، وتحمل بين جدرانها قصصًا عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية للأجداد مضيفاً أن الحفاظ على هذا الإرث المعماري وترميمه بأساليب تحافظ على هُوِيَّته، يُسهم في دعم التنمية السياحية، ويُلهم المعماريين المعاصرين لاستلهام عناصر التصميم التقليدي في مشاريعهم الحديثة.