دعت شركة البحر الأحمر الدولية، إلى تسريع التحوّل نحو نموذج سياحي متجدد يُسهم في استعادة النظم البيئية، وتمكين المجتمعات، وتفعيل اقتصاد أزرق مستدام.
جاء ذلك خلال تقرير عالمي مشترك، أصدرته الشركة، اليوم (الاثنين)، بالشراكة مع كل من “مبادرة مستقبل الاستثمار”، ومبادرة “ويف”، ومؤسسة الأمير ألبرت الثاني أمير موناكو، تحت عنوان “فتح آفاق الابتكار في السياحة المتجددة”.
وأظهر التقرير أن 58% من المستثمرين يرون أن نقص البيانات الدقيقة يمثل عائقًا أمام تمويل هذا القطاع الواعد، إلى جانب بطء التنفيذ، وضعف تمويل الابتكار، وصعوبة تقدير العوائد الاقتصادية لدى أكثر من 40% من المبتكرين.
وتشير نتائج التقرير إلى أن مساهمة السياحة المباشرة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بلغت نحو 9.9 تريليون دولار، وتمثل 9.1% من إجمالي الناتج العالمي في عام 2023، فيما تستحوذ السياحة الساحلية والبحرية على أكثر من نصف حركة السياحة الدولية. وفق “أخبار 24”.
ولفت إلى أهمية رفع الوعي الاستثماري، وتسريع التمويل الاستراتيجي للتقنيات الزرقاء، ومواءمة الأُطُر التنظيمية، وتنمية الشركات الناشئة القادرة على التوسّع، وتوحيد جهود الضيافة والسياسات والابتكار ضمن بيئة تنظيمية داعمة للتأثير المستدام على المدى الطويل.
ونوه بوجود تحديات رئيسية تعيق تقدم السياحة المتجددة، أبرزها فجوة العرض والطلب؛ إذ أعرب 43% من المسافرين عن استعدادهم لدفع مبالغ إضافية مقابل تجارب سياحية مستدامة، بينما تندر الخيارات ذات القيمة البيئية الحقيقية.
ويستند التقرير إلى تحليلات ودراسات حالة واقعية، إضافة إلى استطلاع شمل قادة في قطاعات السياحة والضيافة والاستثمار، وعُرضت نتائج التقرير خلال ورشة عمل نُظّمت في موناكو بتاريخ 7 يونيو الجاري، ضمن فعاليات منتدى الاقتصاد الأزرق والتمويل الأزرق.
ونوقشت هذه النتائج في جناح الابتكار بمؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات في مدينة نيس الفرنسية في 10 يونيو، حيث استُعرضت تقنيات ذكية داعمة للممارسات السياحية المتجددة.
وفي هذا السياق، أكد رئيس البيئة والاستدامة في شركة البحر الأحمر الدولية رائد البسيط، أن السياحة تملك القدرة على إحداث تأثير إيجابي مزدوج يخدم الإنسان والطبيعة، مشيرًا إلى أن التقرير يشكّل دعوة لتعزيز الاستثمار في ممارسات تعيد التوازن بين البيئة والاقتصاد.
من جهتها، قالت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، بيني ريتشاردز، إن الابتكار هو ما سيُشكّل ملامح صناعة السياحة المستقبلية، داعية المستثمرين إلى التفاعل مع نتائج التقرير.
ويأتي التقرير في وقت تُقدّر فيه قيمة الاقتصاد الأزرق عالميًا بنحو 2.5 تريليون دولار، مع توقعات بتضاعفها بحلول عام 2030، وسط مؤشرات على تزايد إقبال المسافرين على تجارب واعية بيئيًا، رغم محدودية الخيارات المتاحة حاليًا.
وتُعَدّ شركة البحر الأحمر الدولية، إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة، وتضطلع بتطوير وجهات سياحية مستدامة في المملكة مثل “البحر الأحمر”، و”أمالا”، و”ثُوَل الخاص”، إلى جانب تنفيذ أعمال تطوير مطار الوجه، وتطبيق مبادرات بيئية تشمل مشاتل المرجان والأعشاب البحرية، وتشغيل الوجهات بالطاقة المتجددة بنسبة 100%.