استقرّت “سمكة الصحراء” في وادي الفن بمحافظة العُلا، لتشكّل إحدى التحف الطبيعية النادرة التي صنعتها عوامل التعرية عَبْر ملايين السنين، ويعود أصل هذا التكوين الصخري المذهل إلى بقايا وادٍ قديم، حيث كانت المنطقة تقع على أطراف قارة “جندوانا” قبل نحو 500 مليون عام.
وأوضحت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، أن طول تشكيل “سمكة الصحراء” يبلغ نحو 200 متر، أي ما يعادل مساحة ملعبَي كرة قدم، وقد تشكّل هذا التكوين الفريد بفعل أنظمة أنهار عملاقة كانت تجرف الرمال من قلب القارة القديمة نحو أطرافها، تاركة وراءها مشهداً جيولوجياً يأسر الأنظار.
ويُعَدّ مشروع وادي الفنّ أحد أهم الأصول الثقافية المدرجة ضمن مخطط “رحلة عبر الزمن”، الذي تنفّذه الهيئة الملكية للعُلا. ويمتد المشروع على مساحة تصل إلى 65 كيلومتراً مربعاً، ليمثل وجهة تجمع بين الفن المعاصر والثراء الطبيعي والتاريخي للمنطقة. وفق “أخبار 24”.
وتُعد العُلا واحدة من أبرز الوجهات السياحية في المملكة، حيث تمتاز بطبيعتها الخلابة وتاريخها العريق الممتد لآلاف السنين. تتناثر فيها الجبال الشامخة والوديان الواسعة التي رسمتها عوامل التعرية عبر العصور، مما جعلها لوحة فنية طبيعية تأسر الأنظار وتُثير الدهشة.
وتمنح تضاريس العُلا المتنوعة زوارها تجربة فريدة، إذ تجمع بين الكثبان الرملية الناعمة، والصخور المنحوتة بأشكال مدهشة، إلى جانب واحات خضراء تنبض بالحياة. هذا التنوع الجغرافي لا يقتصر على المشهد الجمالي فقط، بل يفتح المجال لمغامرات سياحية مثل التسلق، والتخييم، والاستكشاف، مما يجعل العُلا وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والتاريخ معًا.