Table of Contents
حققت وزارة الثقافة السعودية حضورًا لافتًا في المشهد الثقافي المحلي والدولي في عام 2024، حيث نظمت أكثر من 200 فعالية ثقافية متنوعة على امتداد مناطق المملكة، مؤكدةً بذلك دورها المحوري في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 الرامية إلى جعل الثقافة أسلوب حياة يعكس هُوِيَّة المجتمع السعودي الغنية بالتاريخ والتراث والفنون.
وأظهر التقرير السنوي للوزارة أن عدد زوار المواقع والفعاليات الثقافية بلغ 9.9 مليون زائر، بينهم 6.5 مليون زائر للمواقع المدرجة على لائحة “اليونسكو” للتراث العالمي، وهي أرقام تعكس الإقبال المتزايد من المواطنين والمقيمين والسياح على الأنشطة الثقافية، إضافةً إلى نجاح الوزارة في تطوير منظومة العمل الثقافي وترسيخ الهُوِيّة الوطنية من خلال الفعاليات والمعارض والمهرجانات المتنوعة.
وأوضح التقرير أن الوزارة كثّفت جهودها خلال العام المنصرم لإبراز التنوع الثقافي السعودي محليًا وعالميًا، فإلى جانب الفعاليات الـ200، تمكنت من تعزيز حضور المملكة على الخارطة الثقافية الدولية عبر مبادرات مثل توثيق الإنتاج السينمائي الوطني وإطلاق برامج دعم فنون الطهي، والمشاركة في معارض ومهرجانات إقليمية وعالمية، ما ساهم في إبراز الأصالة السعودية بأسلوب حديث يتماشى مع معايير الإبداع العالمي. وفق “أخبار 24”.
كما أشار التقرير إلى أن الوزارة عملت على تطوير قطاع الثقافة باعتباره رافدًا اقتصاديًا ومجتمعيًا، حيث شهد العام الماضي أيضًا توقيع اتفاقيات نوعية مع جهات محلية ودولية لتعزيز الاستثمار في القطاع الثقافي وخلق فرص عمل نوعية للشباب السعودي، إلى جانب إطلاق برامج تدريبية وتأهيلية لدعم المبدعين في مجالات الموسيقى والأدب والفنون البصرية وصناعة الأفلام.
200 فعالية ثقافية: تنوع في المحتوى وتوزيع جغرافي
شهد العام تنظيم فعاليات ثقافية غنية ومتنوعة توزعت على مختلف مناطق المملكة، من بين ذلك:
– ندوات ووِرَش عمل متخصصة في الفنون الأدائية، والتراث، والموسيقى.
– معارض تراثية وفنية مثل معرض الصيد والصقور، ومعرض “هوريكا” للأغذية والمشروبات.
– مهرجانات سينمائية مثل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الذي عرض أفلامًا سعودية مدعومة من هيئة الأفلام، وسلط الضوء على المواهب المحلية. كما تم عرض 29 فيلمًا ضمن فعاليات مدعومة من هيئة الأفلام وإصدار، 150 رخصة إنتاج سينمائي لدعم صناعة الأفلام.
– فعاليات موسيقية مثل عروض “طروق السعودية” التي قدمت الموسيقى السعودية التقليدية في طوكيو، ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي العربي في اليونسكو.
– فعاليات مسرحية أبرزها تقديم “أوبرا زرقاء اليمامة” كأول أوبرا سعودية باللغة العربية، والتي اعتُبرت نقلة نوعية في الفنون الأدائية بالمملكة.
– فنون الطهي: تم تنفيذ النسخة الرابعة من مهرجان “الوليمة السعودية”، بمشاركة 200 مطعم محلي، إلى جانب ورش عمل ودروس تعليمية في الطهي التقليدي.
– المعارض والكتب: شاركت الوزارة في معارض دولية، ونظّمت فعاليات مثل معرض الرياض الدولي للكتاب، إضافةً ‘إلى فعاليات أدبية وفكرية متنوعة.
المواقع التراثية: تشغيل وتطوير واستقطاب جماهيري
عملت وزارة الثقافة وهيئة التراث على:
– تشغيل وتطوير أكثر من 192 موقعًا أثريًا وتراثيًا، منها 50 موقعًا في منطقة عسير.
– إزالة التشوهات من 142 موقعًا أثريًا، ضمن مشروع ولي العهد للحفاظ على التراث.
– تشغيل مراكز زوار جديدة مثل مركز حي الصور في ينبع، الذي استقبل أكثر من 255 زائرًا يوميًا.
– تنظيم معارض تعريفية تحتوي على لوحات تفاعلية تشرح تاريخ المواقع التراثية، باستخدام أحدث التقنيات.
أبرز الزوار والمشاركين الدوليين
استقطبت الفعاليات الثقافية عددًا كبيرًا من الزوار والمشاركين من مختلف دول العالم، من بينهم:
– وفود من منظمة اليونسكو، ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي العربي.
– خبراء دوليون في التراث والآثار، شاركوا في مؤتمرات مثل “التراث الأخضر” وندوة “التراث الحديث”.
– فِرق موسيقية ومسرحية دولية، قدمت عروضًا مشتركة مع الفِرق السعودية.- شخصيات ثقافية وإعلامية بارزة حضرت فعاليات مثل “Great Futures 2024” في لندن وطوكيو.
مستقبل ثقافي مشرق ومستدام
أكد التقرير السنوي للوزارة أن هذه الفعاليات الثقافية ساهمت في:
– تعزيز الهُوِيّة الوطنية من خلال تسليط الضوء على التراث المحلي.
– رفع مستوى الوعي الثقافي لدى الجمهور، خاصة الأطفال عبر ألعاب تعليمية مثل “لعبة القراءة”.
– تمكين المواهب السعودية في مجالات المسرح، الموسيقى، والفنون البصرية.
– توسيع الحضور الدولي للثقافة السعودية عبر المشاركة في مؤتمرات ومعارض دولية.
إلى ذلك أكد التقرير السنوي أن الوزارة مستمرة في دعم الابتكار الثقافي، وتعزيز البنية التحتية، وتوسيع الشراكات الدولية، مع التركيز على تمكين المواهب السعودية، وتقديم برامج تدريبية بالتعاون مع مؤسسات عالمية مثل جامعة SOAS ومركز أكسفورد للنشر الدولي.