كشف تقرير طبي عالمي، أن كبار السن في المملكة يتمتعون بصحة عقلية أعلى بكثير من الشباب، حيث سجّل من تجاوزوا سن 55 عامًا، وفقا لمؤشر الصحة العقلية العالمي (MHQ)، معدلًا ذهنيًا بلغ 102.6 نقطة، مقابل 41.1 نقطة فقط لدى الفئة العمرية من 18 إلى 34 عامًا، بفارق يتجاوز 61 نقطة.
وتضع هذه النتائج المملكة ضمن قائمة محدودة من 26 دولة حول العالم حققت معدلات مرتفعة لكبار السن تتراوح بين 100 و110 نقاط، ما يعكس جودة العوامل النفسية والاجتماعية لدى هذه الفئة.
في المقابل، ورغم أن الشباب السعوديين تفوقوا بنسبة 8.2% على المتوسط العالمي، إلا أن مستواهم الذهني لا يزال منخفضًا، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى التداعيات الممتدة لجائحة كورونا، وفق التقرير. وفق “أخبار 24”.
جاء ذلك ضمن تقرير “الحالة الذهنية للعالم 2024” الصادر عن مختبرات سابين، المتخصصة في أبحاث الصحة العقلية، والذي استند إلى بيانات من مستخدمي الإنترنت في 82 دولة، وصنّف المشاركين إلى فئتين عمريتين: الشباب (18-34 عامًا) وكبار السن (55 عامًا فأكثر)، بالاعتماد على مؤشر MHQ، وهو استبيان رقمي شامل يقيس الحالة الذهنية والعاطفية والاجتماعية للفرد، ويركز على قدرته على التكيف والعمل ومواجهة تحديات الحياة.
وشهدت المملكة مشاركة متزايدة في التقرير منذ انضمامها في عام 2021، حيث ارتفع عدد المشاركين السعوديين هذا العام بنسبة 45% مقارنة بالعام السابق، وشاركت المملكة ضمن عشر دول عربية ساهمت مجتمعةً بـ10% من إجمالي أكثر من مليون استجابة تم جمعها عالميًا خلال عامي 2023 و2024.
وحقق إجمالي المشاركين من المملكة معدلًا عامًا بلغ 66.2 نقطة على مؤشر MHQ، متفوقًا بنسبة 5.4% على المتوسط العالمي، لتحل بذلك في المرتبة الثالثة إقليميًا ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
سجلت الفئة من 35 إلى 44 عامًا معدلًا قدره 66.9 نقطة في الصحة الذهنية
ويُعزى هذا الأداء الإيجابي إلى النتائج المرتفعة للفئات العمرية المتوسطة، حيث سجلت الفئة من 35 إلى 44 عامًا معدلًا قدره 66.9 نقطة، بينما حققت الفئة من 45 إلى 54 عامًا أعلى المستويات على الإطلاق بواقع 85.7 نقطة، في مؤشر يعكس استقرارًا ملحوظًا في الصحة الذهنية للفئات الأكثر إنتاجًا في سوق العمل.
وسلّط التقرير الضوء على تراجع حاد في مستويات الصحة العقلية لدى الشباب على مستوى العالم، إذ بلغ المعدل العام للفئة العمرية من 18 إلى 34 عامًا نحو 38 نقطة فقط، بينما لم تتمكن سوى 18% من الدول المشاركة من تجاوز حاجز الـ50 نقطة.
وتعليقًا على نتائج التقرير، قالت المؤسسة ورئيسة العلماء في مختبرات سابين د. تارا ثياغاراجان، إن البيانات أظهرت أن المملكة تُسجل أحد أفضل مستويات الصحة الذهنية عالميًا بين كبار السن، إذ لم تتجاوز نسبة التوتر في هذه الفئة 9.3%، مقابل 37.9% لدى الشباب، ما يكشف عن فجوة تتجاوز أربعة أضعاف بين الجيلين في مستويات التوتر العقلي.
وأوضحت أن هذه الفجوة قائمة عالميًا، إلا أنها تحمل طابعًا خاصًا في السياق العربي، حيث لا تزال الروابط الأسرية قوية بين كبار السن، إذ أفاد 74% منهم بشعورهم بالقرب من عائلاتهم، مقابل 45% فقط من الشباب، ما يشير إلى تراجع تدريجي في القيم المجتمعية التقليدية وتأثيره في الصحة النفسية لدى الأجيال الجديدة.
وأشادت تارا بالتوجه السعودي في تعزيز الصحة النفسية ضمن رؤية المملكة 2030 وبرنامج تحول القطاع الصحي، مؤكدة أن هذه الجهود بدأت تظهر بوضوح في تفوق الفئات من 35 إلى 54 عامًا بنسبة 15% على المعدل العالمي.