أكد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات م.عبد الله السواحة، أهمية الشراكة الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي، موضحاً أن هذا التعاون يعكس إدراكاً مشتركاً والتزاماً حقيقياً من الطرفين لدعم الابتكار وتحقيق النجاح في قطاع تتجاوز قيمته تريليونات الدولارات.
جاء ذلك خلال مشاركته في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، الذي يُعقد على هامش زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض، حيث شدد السواحة على أن التقدم في التقنيات المتقدمة يرافقه مخاوف مشروعة تتعلق بإساءة استخدامها، لكنه أشار إلى أن التقنيات المعقدة مثل الخوادم ذات المعالجات فائقة الأداء يصعب استغلالها بشكل خفي؛ مما يساهم في تعزيز الأمان والشفافية.وفق “أخبار 24”.
وأشار السواحة إلى أن المملكة تسعى إلى نشر هذه التقنيات وتبنيها لخدمة الصالح العام، بالتعاون مع شركاء موثوقين، مؤكداً التزام المملكة باتباع نهج مسؤول في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، يراعي الأبعاد الأخلاقية والأمنية ويهدف إلى تحقيق الفائدة للمجتمع.
واستعرض السواحة بعض ثمار التعاون التقني بين المملكة والولايات المتحدة، من بينها تطوير خدمات حكومية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مثل إصدار جواز السفر خلال 5 دقائق، وتجديد رخص القيادة، إلى جانب توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في تطوير روبوتات طبية متقدمة لمعالجة الأمراض الخلوية والكوليسترول الضار؛ مما أسهم في خفض تكلفة العلاج من 2.2 مليون دولار إلى بضع مئات من الدولارات فقط.
وأضاف أن المملكة تواصل إحراز تقدم في مجال الطاقة المتجددة، حيث تعمل على خفض التكاليف إلى أدنى مستوى ممكن، كما تشهد المملكة تطوراً في مجال الذكاء الاصطناعي الفيزيائي، لافتاً إلى إجراء أول عملية زراعة قلب باستخدام روبوت بشكل كامل داخل المملكة.
وفي سياق متصل، قام السواحة بجولة ميدانية برفقة كبير مستشاري البيت الأبيض للذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية ديفيد ساكس، والوفد المرافق له، شملت زيارة معامل الغرف النقية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ولقاء عدد من رواد ورائدات الفضاء السعوديين والقيادات النسائية في قطاع التقنية، والاطلاع على نماذج مبتكرة لشركات سعودية ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي.
كما استقبل رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (كاكست)، د.منير الدسوقي، المستشار الأمريكي ديفيد ساكس، حيث تم استعراض جهود التعاون في مجالات البحث والتطوير، بما في ذلك تصميم وتصنيع الرقائق الإلكترونية داخل الغرف النقية، واستعراض تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة وأنظمة الاستشعار عن بعد، إضافة إلى الاطلاع على مشاريع الشركات الناشئة العاملة في التقنيات العميقة.