تشهد محافظة العُلا جهودًا متواصلة للحفاظ على تراثها العمراني، من خلال مشاريع ترميم البيوت الطينية التي تنفذها الهيئة الملكية للمحافظة، بهدف إعادة إحياء النسيج العمراني التقليدي وتعزيز الهوية الثقافية للمنطقة.
وتتضمن المشاريع تنفيذ عمليات ترميم وتأهيل شاملة للبلدة القديمة، والأحياء التراثية والمواقع المجاورة لها، مع الحفاظ على الطابع الأصيل للبيوت الطينية التي تُعد جزءًا مهمًا من الهوية التاريخية للعُلا، والتي تعكس أنماط الحياة التقليدية التي سادت عبر الأجيال، وتمثل عنصرًا أساسيًا في النسيج الاجتماعي والثقافي للمجتمع المحلي.
وتعتمد عمليات الترميم على استخدام مواد تقليدية مثل الطين والحجر وسعف النخيل، لضمان الحفاظ على الطابع المعماري الأصلي، مع دمج تقنيات حديثة تضمن استدامة المباني ومقاومتها للعوامل البيئية، كما يتم إشراك خبراء العمارة التراثية والحرفيين المحليين في تنفيذ الأعمال، وفق أعلى المعايير الفنية، ما يسهم في نقل الخبرات وتعزيز الكفاءات الوطنية في هذا المجال.وفق “أخبار 24”.
كما تسهم هذه المشاريع في إعادة استخدام المباني الطينية بطرق مبتكرة، من خلال تحويلها إلى متاحف صغيرة، ومعارض فنية، وبيوت ضيافة، ومتاجر ومطاعم تراثية، مما يعزز من مكانة العُلا كوجهة عالمية تحتضن التراث والتجديد في آن واحد، حيث تمثل هذه المبادرات فرصة لدعم أبناء المحافظة، عبر توفير فرص عمل في مجالات الترميم والحرف اليدوية المرتبطة بها.
وتزامنًا مع يوم التراث العالمي، تسلّط هذه المشاريع الضوء على التزام العُلا بدورها الريادي في صون التراث العمراني، عبر مبادرات تعزز الوعي المجتمعي، وتدعم استمرارية الموروث الثقافي المحلي، كما تعمل الهيئة الملكية على إشراك السكان في جهود الحفاظ على التراث، من خلال برامج تدريبية ومبادرات توعوية تهدف إلى ترسيخ ثقافة الصون وضمان استدامتها للأجيال القادمة.