في أسبوعٍ لا يشبه سواه، اشتعلت المدرجات قبل أن تبدأ المباراة، وخطفت جولة الديربيات الأضواء، واختلطت فيها مشاعر التحدي بالمحبة. لم تكن الجولة مجرد مواجهات، بل كانت ملحمة جماهيرية عظيمة، عنوانها كان الشغف، وراويها كان صوت المدرجات.
ديربي العاصمة
في قلب الرياض، وتحديدًا في ملعب المملكة أرينا، بدا وكأن المدينة تنبض بإيقاعٍ مختلف، الهلال والنصر التقيا مجددًا، وارتدى عشاقهم قمصانهم وكأنهم في يوم عيد، غنّوا، رقصوا، ورفعوا الشعارات، وتفننوا في تشكيل تيفوهاتٍ تسرد حكاية ديربي العاصمة.
بلغ عدد الجماهير 25,187 مشجعًا… لكن الحقيقة أنهم لم يكونوا مجرد رقم، بل كانوا هم من يصنعون الحدث، ومن منحوا الديربي نبضه الحقيقي.
ديربي البحر
وعلى شواطئ جدة، وتحديدًا في ملعب الإنماء، تمازجت أصوات الجماهير مع نسيم ديربي البحر، احتشدوا في المدرجات 45,507 عاشقًا، في لحظات عاطفية بين التاريخ والحاضر ترى فيها مشجعًا مسنًا يحمل علم ناديه بيد مرتجفة، وطفلًا يكتب أولى ذكرياته في سجلات العشق الكروي.
كان ديربي البحر صاخبًا كالأمواج، عميقًا كالبحر، وحيًا كما لم يكن من قبل… الجماهير لم تساند فقط، بل كانت روح المباراة وجسدها.
ديربي الشرقية
وفي شرق الوطن، حيث الشمس تشرق أولًا، جاء ديربي الشرقية بهدوء البحر… لكن من يعرف جماهير الشرقية، يعلم أن الهدوء ظاهري فقط.
ملعب الأمير محمد بن فهد كان شاهدًا على قصة قديمة، تتجدد مع كل لقاء بين القادسية والاتفاق، إذا حضر 11،231 عاشقًا، لا لمجرد المشاهدة، بل ليحكوا تاريخًا من الوفاء، يأتي الأب بابنه، ويروي له قصص الديربي القديم… “هنا فاز القادسية… وهنا سجل الاتفاق.” وفق “أخبار 24”.
مع ختام جولة الديربيات، بلغ مجموع العاشقين 81,925، في الديربيات الثلاثة ليثبتوا أن الكرة ليست مجرد رياضة.
من الرياض إلى جدة إلى الدمام، كانت جولة الديربيات أكثر من مجرد منافسات، كانت احتفالًا وطنيًا بلغة المدرجات، في كل مدينة، سُطرت قصة مختلفة، ولكن البطل كان واحدًا: الجمهور.